تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب سجل فريد وحافل لرحلة ممتعة ومميزة قام بها الدكتور "لورتية" عميد كلية الطب في فرنسا عام 1875م إلى المنطقة التي كانت تعرف باسم سوريا، والتي أضحت تشمل في المفهوم "الجيو-بوليتكي" الحديث أطراف تركيا فسوريا ولبنان وفلسطين والأردن. رحلة دامت ما يقارب خمسة أعوام انطلقت بحراً من مرفأ ..."مرسيليا" الفرنسي عبر الطرق البحرية المألوفة مروراً بالجزر والمضائق المختلفة المجاورة للشواطئ الإيطالية فاليونانية وصولاً إلى محاذاة الشواطئ التركية فميناء اللاذقية السوري ومنه إلى ميناء طرابلس فمرفأ بيروت.
وقد تخلل كل ذلك محطات متفاوتة الأهمية والطول تبعاً لتفاوت المواقع والموانئ في أهميتها التاريخية والجغرافية. في بيروت يترك (لورتية) وصحبه ليصبح الترحال براً بواسطة قافلة كبيرة من الخيل والبعير محملة بمختلف أنواع العدة والعتاد. من بيروت تنطلق القافلة جنوباً باتجاه صيدا وصور، ثم عكا وحيفا والناصرة والسامرة، فالقدس والخليل وبيت لحم ويافا، فالبحر الميت ووادي الأردن وأريحا، ثم جبل الطور وبحيرة طبريا وإربد وصفد وبانياس وحاصبيا. ومن هناك إلى دمشق فبعلبك صعوداً عبر جبال لبنان وقمم السلسلة الغربية والعودة أخيراً إلى الساحل عبر جبيل وصولاً إلى بيروت من جديد.
تخلّلت هذه الرحلة الطويلة محطات كثيرة ومختلفة في شتى المدن والقرى والمواقع التي عبرت فيها القافلة. وفي كل محطة كان الكاتب يسهب أحياناً ويوجز أحياناً أخرى في وصفه للمواقع والآثار والتاريخ والسكان وطبائعهم وتقاليدهم، والنبات والحيوان والطيور. كل ذلك إضافة إلى أحداث الرحلة ومسارها وكل ما يعترضها من ظروف مختلفة.
هذا الكتاب سجل حافل وغني حول كل تلك المواضيع، وإن كان الزمن قد تجاوز بعضها وأسقطت الأيام والاكتشافات اللاحقة بعضاً آخر منها. ولكن يبقى أن من أهم ما في هذا الكتاب، إن لم يكن أهمه على الإطلاق، تلك الصور والرسوم التي تزين صفحاته وتملأ طياته لتجعل منه ما يشبه الموسوعة المصورة. وأجمل ما في هذه الناحية التصويرية أن الكاتب لم يستعمل الصور الفوتوغرافية التي التقطها أثناء الرحلة، بل دفع بها أثر عودته إلى مجموعة من الرسامين المهرة، كما نفذ بعضها بنفسه، ليخرج الكتاب في كل ذلك بمجموعة نفيسة وفريدة من اللوحات الفنية المختلفة الأنواع والمواضيع، مما يجعل منه مؤلفاً فريداً فيه فائدة التاريخ ومتعة المغامرة وذاك الشعور الراقي الذي تحركه الأعمال الفتية المتقنة والهدف الذي ابتغاه الكاتب من هذا الكتاب هو إبراز الإطار التاريخي والجغرافي لمسار الرحلة مجسداً بتلك اللوحات الفنية الرائعة، كل ذلك في أجواء عابقة بلذة الترحال ونشوة الإقامة في أحضان الطبيعة، ومتعة التعرف إلى طبائع البشر وصفات بعض أنواع الحيوانات والنباتات ورهبة الوقوف أمام الصروح والهياكل والآثار التاريخية العظيمة. إقرأ المزيد