الانقلاب ؛ أسرار مفاوضات المسار الفلسطيني الإسرائيلي ' مدريد - واشنطن '
(0)    
المرتبة: 70,419
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة المؤلف:في 6 آذار 1991، وقبل أن ينقشع دخان وقذائف وصواريخ حرب الخليج من أجواء منطقة الشرق الأوسط وقبل أن تطفأ نيران آبار النفط التي اشتعلت على أرض الكويت، فجر الرئيس، السابق للولايات المتحدة الأمريكية (بوش) مبادرة أمريكية جديدة في سماء المنطقة. دعا فيها الفلسطينيين والعرب والإسرائيليين إلى الخروج من خنادق ...القتال التي تمترسوا فيها أكثر من 44 عاماً. وطالبهم بوضع أسلحتهم جانباً، وباستبدال لغة الصواريخ والقنابل والرصاص بلغة الحوار. ودعاهم للتوجه إلى مدريد والجلوس وجهاً لوجه خلف طاولة المفاوضات للبحث في عملية صنع السلام فيما بينهم، وصنع الاستقرار في منطقتهم.
وبغض النظر عن آراء المؤيدين والمعارضين لعملية السلام الأمريكية التي بدأت في 30/11/1991 والجارية حتى الآن، فالثابت إن مؤتمر مدريد كان بمثابة حدث تاريخي كبير، مثل الحد الفاصل بين حقبة قديمة من تاريخ شعوب ودول المنطقة وأخرى جديدة ما زالت في طور التشكل والتكوين. وجاءت التطورات السياسية اللاحقة لتؤكد أن قرار أطراف الصراع بالذهاب إلى مدريد كان بمثابة انقلاب على الذات وعلى كل مقدساتهم الفكرية والسياسية التي التزموا بها نصف قرن من الزمن، وعلى تاريخهم الذي صنعوه وزرعوه في أذهانهم جيلاً بعد جيل، وعلى أحلامهم الجميلة التي أوهموا أنفسهم بها.
وشاءت الأقدار والظروف الفلسطينية أن أكون، في تلك الفترة، عضواً في القيادة الفلسطينية، وفي الهيئات الفلسطينية الأخرى التي ناقشت رسالة الدعوة لحضور هذا المؤتمر، والتي قررت التعاطي الإيجابي معها، وأن أعين لاحقاً عضواً في "اللجنة الفلسطينية العليا لمتابعة المفاوضات" التي كان يترأسها ياسر عرفات، والتي أشرفت على إدارة وتوجيه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ ما قبل انعقاد مؤتمر مدريد وحتى الإعلان عن "اتفاق إعلان المبادئ" المعروف "باتفاق أوسلو" الذي تم التوصل له سراُ فجر 18/8/1993.
في هذا الكتاب أحاول قدر المستطاع وضع القارئ والباحث والمؤرخ الفلسطيني والعرب يفي أجواء هذا الانقلاب، انطلاقاً من قناعتي أن من حق الأجيال الموجودة على قيد الحياة وتلك التي ستخلق، أن تجد تاريخ هذه المرحلة التي يتقرر لهم فيها مستقبلهم مدوناً بصدق وأمانة.
وهذا الكتاب، هو مساهمة متواضعة، سيجد القارئ في قسمه الأول لوحة كاملة عن الأوضاع والظروف والتحركات العربية والدولية التي سبقت مبادرة الرئيس بوش، ومهدت الطريق أمام انعقاد مؤتمر مدريد. وفي قسمه الثاني رواية للواقع الكاملة للمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية التي تمت في واشنطن بدءاً من قصة القرار الفلسطيني بالتعاطي الإيجابي مع المبادرة الأمريكية وتشكيل الوفد الفلسطيني المفاوض، مروراً بحوار الطرشان الذي تم بين الوفد الفلسطيني المفاوض وممثلين عن الحكومة الإسرائيلية في عهد شامير، وبالمفاوضات التي تمت لاحقاً في عهد حزب العمل، وانتهاء بانتقالها سراً إلى مسرب أوسلو السري. أما القسم الثالث والأخير فسيجد القارئ فيه جردة إجمالية لحساب أرباح وخسائر الفلسطينيين والإسرائيليين من الانقلاب الذي صنعوه بأيديهم. وهذه الجردة تعبر عن وجهة نظري الشخصية، ولا علاقة لأي من الهيئات الفلسطينية بها, وفيها أحاول الاجتهاد بشأن نتائج هذه العملية على أهل المنطقة من خلال الإجابة عن عدد من الأسئلة التاريخية التي ما زالت معلقة، وما زالت مطروحة على المفكرين الفلسطينيين والعرب بانتظار الجواب، منها: هل المشاركة في عملية السلام مسؤولة عن توقف الانتفاضة؟ وأين أصبحت الأحلام التاريخية الفلسطينية والإسرائيلية؟ إقرأ المزيد