تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:إن كتاب المعرفة والتاريخ كتاب ذو أهمية كبيرة بسبب ما اشتمله من فوائد وأبحاث وموضوعات عالجها المؤلف بحس مرهف، وكأنه أدرك أن ما قام به وما تطرق له شيء لا بد منه للباحث أو المهتم في مجال التاريخ العربي والإسلامي.
فقد استخدم النهج العلمي السليم في معالجة موضوعات كتابه مستخدماً ...طريقة المؤرخين في عصره فقد اشتمل المجلد الأول المفقود عرضاً زمنياً للأحداث منذ نشوء الإنسان على الأرض مهتماً بعمر الأرض ومساحتها والأيام والسنين وبعث الأنبياء حيث أعطى للسيرة النبوية مساحة كبيرة من كتابه متحدثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن نشأته وأسمائه وعن هجرته إلى يثرب وعن غزواته وتنبؤ اليهود والنصارى بمبعثه، كما تحدث عن الصحابة رضي الله عنهم وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه وبعض معجزاته كما ذكر الأمويين وتحدث عنهم.
أما الجزآن اللذان بين أيدينا وهما الثاني والثالث حيث يبدأ المجلد الثاني من سنة 136هـ ولغاية سنة 242هـ، وذلك بعد أن يتطرق بإيجاز إلى ما يحتويه الجزء الأول كذلك يعالج ما يتعلق بتراجم الرجال والصحابة ثم يتابع الجزء الثالث في الترجمة لمن بعد التابعين من رواة الحديث مستعرضاً أسماء قضاة البصرة وذكر فضائل مصر والشام.
وبما أن الفسوي عاش في القرن الثالث الهجري وقام بتأليف كتابه في نفس الفترة فقد كانت معايشته الأحداث مباشرة ونقله لها حياً، وموثقاً ومن هنا تأتي أهمية كتابه في التأريخ لهذه الفترة المهمة جداً من تاريخنا العربي والإسلامي ولا تقل أهميته عن طبقات ابن سعد وغيره من الكتب التي لها أثر كبير في وضع أسس الرواية والنقل عن الرجال الموثوق بهم واستخدام النهج العلمي في معرفة فيمن تصح روايته وفيمن لا يصح النقل عنه وراعى نظام الطبقات في تقسيم التابعين من أهل المدينة. ولأهمية كتاب المعرفة والتاريخ فقد أخذ الكثيرون من المؤرخين عنه مثل الخطيب البغدادي في مؤلفه الكبير تاريخ بغداد وابن الجوزي وابن عساكر في تاريخ دمشق وغيرهم، لهذا فإنه كتاب قيم يستحق أن نوليه كل عناية لنرفد به مكتبتنا العربية والإسلامية. إقرأ المزيد