تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:يعتبر كتاب "معاني القرآن" من أهم الكتب التي ألفها أبو زكريا يحي بن زياد الفرّاء إمام الكوفة في النحو واللغة المتوفى سنة 207هـ. والفرّاء لقبه، ويقول ابن الأنباري بأنه لُقّب بالفرّاء لأنه كان يحسن نظم المسائل. كانت ولادته بالكوفة 144 هـ في عهد أبي جعفر المنصور، ونشأ بها وتربى ...على شيوخها. ويقال عنه أنه أخذ عن يونس بن حبيب البصري، وأنه كان يلازم كتاب سيبويه. وكان الفرّاء قوي الحفظ، وبلغ في العلم المكانة السامية والغاية التي لا بعدها، وكان زعيم الكوفيين بعد الكسائي. وقد ورد في تاريخ بغداد عنه أنه: "وكان يقال: النحو الفرّاء، والفرّاء أمير المؤمنين في النحو وله في ذلك تآليف كثيرة من أهمها كتابه "معاني القرآن" الذي نقلب صفحاته. وللكتاب قصة. ففي فهرس ابن النديم: "قال أبو العباس ثعلب: كان السبب في إملاء كتاب الفرّاء في المعاني أن عمر بن بّكير كان من أصحابه، وكان منقطعاً إلى الحسن بن سهل، فكتب إلى الفراء: إن الأمير الحسن بن سهل ربما سألني عن الشيء بعد الشيء من القرآن، فلا يحضرني فيه جواب، فإن رأيت أن تجمع لي أصولاً أو تجعل في ذلك كتاباً أرجع إليه فقلت: فقال الفرّاء لأصحابه: اجتمعوا حتى أملً عليكم كتاباً في القرآن. وجعل لهم يوماً، فلما حضروا خرج إليهم، وكان في المسجد رجل يؤذن ويقرأ بالناس في الصلاة، فالتفت إليه الفرّاء فقال له: اقرأ بفاتحة الكتاب، ففسرها، ثم استوفى الكتاب كله: يقرأ الرجل ويفسر الفرّاء. فقال أبو العباس: لم يعمل أحد قبله، ولا أحسب أن أحداً يزيد عليه"، هذا وإن منهجية ابن الفرّاء في تفسير معاني القرآن في كتابه هذا إنما عنايته أو تفسيره لما يشكل في القرآن ويحتاج إلى بعض العناء في فهمه، وكانت تلك المنهجية كتلك المتبعة في بيان معاني الآثار، ومعاني الشعر، أو أبيات المعاني. ومنهجية ابن الفراء في التفسير هي تفسير القرآن من خلال بيان النواحي اللغوية الإعرابية في الآيات المفسرة. إذ يورد الآية ويبين معانيها بالاعتماد على موقع كلماتها من الإعراب. إقرأ المزيد