ماكيافللي أمير فلسفة السياسة
(0)    
المرتبة: 15,483
تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:لقد كتب الكثير حول "ماكيافللي" خصوصاً حول كتابه "الأمير" الذي خضع لحرمان الكنيسة، فقد أمر البابا بحرق الكتاب لأنه يبرر الجريمة بمقولته المشهورة "الغاية تبرر الوسيلة". لذا كان هذا الكتاب محرماً علناً ولكنه يقرأ سراً، وقد كان موضوعه الرئيسي هو السلطة وكيف تستولي عليها وتحافظ عليها بكل الوسائل.
لقد كان ...لظهور أفكار "ماكيافللي" وفلسفته السياسية الأثر الفعال حتى أن الكثيرين من الفلاسفة والمفكرين وعلماء السياسة المعاصرين يقسمون تاريخ الفكر السياسي إلى مرحلتين رئيسيتين مرحلة ما قبل ماكيافللي ومرحلة ما بعد ماكيافللي. فالمرحلة الأولى تبدأ مع اليونانيين كمرحلة تمهيدية، إذ كانت هناك كتب لفلاسفة يتحدثون عن السياسة وعلم السياسة فقط، مثل أفلاطون وكتابة الجمهورية. والمرحلة الثانية تبدأ ما قبل النهضة في القرن الخامس عشر وهي مرحلة تأسيس هذا العلم (علم السياسة)، وهنا يبرز الاسم الأشهر والمؤسس، هو "نيكولو ماكيافللي" والذي إن لم يكن المؤسس الأول فإنه من الأوائل الذين طرحوا منهج دراسة ما هو قائم بدل دراسة ما يجب أن يكون.
ونستطيع هنا رؤية التناقض بين هذين المنهجين، فأفلاطون مثلاً في كتابه الجمهورية يتحدث عن الجمهورية المفترض أن تكون، وهذا يدخل في باب الأخلاق والذي ينتهي بسلسلة توصيات للإنسان. بينما ماكيافللي يتعدى ذلك إلى التصرف الأمثل كون موضوعه يتناول بدل الفضيلة والسعادة أي المواضيع التي كانت بالأساس عند أفلاطون، فيتخطاها ماكيافللي ويتناول السلطة ويعرفها، ويضع إرشادات للوصول إليها، وكيفية المحافظة عليها، وكيفية الحكم، انطلاقاً من ممارسة عينية يعرضها بتجربته أو قراءاته.
في هذا البحث من سلسلة "الأعلام من الفلاسفة" سيحاول الباحث "إبراهيم شمس الدين" تتبع فكر "ماكيافللي" وتحليله رابطاً بين المقدمات التأسيسية التاريخية والفكرية والسياسية والاجتماعية التي مهدت لفكر ماكيافللي في أوروبا القرون الوسطى، وبين تأثير فكره على الفكر السياسي من أوروبا والعالم فيما بعد. هذا بالإضافة إلى تطرقه لكتاب "الأمير" في محاولة لرصد موضوعه، والأسس التي قام عليها. هذا ولم يغفل الباحث تدوين التعليق التي دونه "بنيتو موسليني" على كتاب الأمير سنة 1924. إقرأ المزيد