تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:ما من شك في أن العلم فضيلة، وأن الجهل رذيلة، وأن العلم ينبوع الفضائل ومصدرها، وأن الجهل منبثق الرذائل وموردها، وأن فريضة العلم العينية والكفائية على أمة الإسلام معروفة لدى أولى العلم مشهورة.
كما أن العلم الذي تفضل به أهلوه، وارتفع به درجات عالية ذووه هو كل نافع للجماعة الإسلامية، ...مفيد للهيئة البشرية، وسواء في ذلك العلوم الشرعية، وما عداها من العلوم الكونية والرياضية، وإن كانت العلوم الشرعية أغلبها فرائض عينية، أما غيرها من سائر العلوم فإنها فرائض كفائية.
ولما كان العلم بهذه المنزلة من الشرف، وكانت الحاجة إليه دائماً ماسة رأى "أبي بكر جابر الجزائري" أن يضع لأبناء الإسلام مؤلفاً صغير الحجم، كثير النفع عنوانه يدل على مضمونه، وهو (العلم والعلماء) ذكر فيه بعد المقدمة باباً ذا خمسة فصول: الأول في تعريف كل من العلم والمعرفة والفهم والفقه، والثاني في بيان فضل العلم، والثالث في فضل طلب العلم، وفضل طالبه والرابع في آداب الطالب، والخامس في آداب المعلم، وباباً ثانياً يدخل معه القارئ الطالب فيفضي به إلى رياض العلوم وضروب المعارف المختلفة وقد انتظمت في ثلاث مجموعات شيقة رائقة: المجموعة الأولى في العلوم الشرعية، وقد اشتملت على أصول علوم الشرع، وفروعها مما هو غاية في ذاته كالتوحيد والفقه والحديث والتفسير، وما هو وسيلة لفهم غيره كعلوم العربية من نحو وصرف وبلاغة وبيان.
والمجموعة الثانية في العلوم الكونية أو الطبيعية وهي خمسة فنون: الكيمياء وعلم النبات، وعلم الأحياء، والطب، والصناعة.
والمجموعة الثالثة في العلوم الرياضية وهي ستة عشر فناً: الحساب والهندسة، والجبر والمقابلة، والفلك، والهيئة، والأرصاد، والجغرافيا، والتاريخ، والمنطق، والفلسفة، والسحر، والطلاسم، والرمل، والتنجيم، والجفر، والخمسة الأخيرة منها محرمة في دين الله لا يحل تعلمها ولا العمل بها، والإثنان قبلها وهما المنطق والفلسفة مختلف في تحريمها، والحق أنه يجوز تعلمهما لمن يأمن على نفسه الزيغ ولا يجوز لمن لم يأمن على نفسه ذلك كما سيأتي بيان ذلك في موضعه من الكتاب.
وباباً ثالثاً: يقف بالداخل معه على ثمرة العلم، وفضل العلماء ويليه طائفة من خيار العلماء مع نماذج حية لكمالاتهم الروحية التي هي محل القدوة بهم والاهتداء بهديهم، وقد نظمت كلها في ثلاثة فصول: الأول في فضل العلم، والثاني في فضل العلماء، والثالث في ذكر طائفة من خيار العلماء مع نماذج من كمالاتهم الروحية.
وأخيراً خاتمة الكتاب وهي خاتمة بثلاثة عقود نورانية العقد الأول في الحكم والثاني في المواعظ، والثالث في الآداب الإسلامية الرفيعة التي هي حلية الكمل من أهل الإسلام. إقرأ المزيد