تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:إن من أقدم ما صنف في السيرة "كتاب السير" فلإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوني رضي الله عنه، أملاه على الصحابة، فرووه عنه، وزادوا فيه ورتبوه، وهذبوه حتى نسب إليهم والسير: جمع سيره وبه سمي كتبا السير: لأنه بين فيه سيرة المسلمين في العامة مع المشركين من ...أهل الحرب، ومع أهل الحرب، ومع أهل العهد منهم من المستأمنين وأهل الذمة، ومع المرتدين، ومع أهل البغي الذين حالهم حال المشتركين.
ولما وقع السير الصغير بيد أبي عمر عبد الرحمن الأوزاعي إمام الشام فنظر فيه قال: لمن هذا الكتاب فقيل "لمحمد العراقي". فقال "ما لأهل العراق والتصنيف في هذا الباب! فإنه لأعلم لهم بالسير ومغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانت من جانب الشام والحجاز دون العراق، فإنها محدثة فتحاً.
فبلغ مقالة الأوزاعي محمد رضي الله عنه فغاظه ذلك ففرغ نفسه من صنف كتاب "شرح السير الكبير للسرخس". وصنف الإمام الأوزاعي رضي الله عنه كتاباً رد فيه على سير الإمام أبي حنيفة، ولما بلغ صاحبه الإمام أبا يوسف رد عليه واحتج عليه بحجة حسنة، قال الأستاذ محمد زاهد الكوثري: ومن كتب محمد أيضاً السير الصغير يرويه عن أبي حنيفة، وقد حاول الأوزاعي الرد على سير أبي حنيفة فجاوبه أبو يوسف، وكتاب الرد على سير الأوزاعي للإمام أبي يوسف نادر جداً لا يوجد له، إلا نسخة واحدة في الهند ولهذا رأت لجنة إحياء المعارف النعمانية إحياءه ونشره رغبة في تعميم نفعه، كما سعت اللجنة لتحقيقه حيث كلفت أبو الوفا الأفغاني بهذا العمل فاهتم هو بدوره في تفسير لغات الكتاب على كتب اللغة المشهورة وفي ترجمة رجاله على خلاصة تذهيب الكمال، وتهذيب التهذيب، وغيرها. إقرأ المزيد