تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:يتناول المؤلف في هذا الكتاب علماً من أعلام الشعر "الحسن بن هانئ" أبو نواس الذي عاش في العصر العباسي. ولد أبو نواس في سوق الأهواز، وهو مولّد، عربي من جهة الأب، سندي أو فارسي من جهة الأم، والنسب الأخير هو الأرجح، كما جاء في شعره. كان ذكياً يحب العلم، ...ويجنح إلى معايشة الشيوخ، وذوي الوقار، والمراهقين من ناشئة الأدب. وفي الكوفة دأب أبو نواس على حضور مجالس الشعراء مع والبة، وكانوا يعقدونها في كل يوم من كل يوم، للشراب والمناومة، وكانوا يتناولون، وهم يشربون، أشعار القدامى والمحدثين بالنقد أو الاطراء أو التفسير... وكان قد تعود الارتجال في تلك المجالس. وكانت شهرة الشاعر قد سبقته إلى بغداد، دعا ولي هارون الرشيد الخلافة اتخذ أبا نواس شاعراً له وقرّبه إليه، لأن أبا نواس كان أكبر شاعر عرف في ذلك الحيل. ومع ذلك ما كان الرشيد ليرضى عن أبي نواس دائماً لأنه كان ماضياً، وقد أمر بسجنه عدة مرات. وهكذا عاش أبو نواس الحياة بين الجد والهزل، بين أفراحها وأتراحها، فلم يأبه للشعوبية، ولم يتعصب للعرب، ينشد الحياة الحضرية وترفها ويفضلها على الحياة البدوية وشطفها، يؤمن بالله إيماناً وطيداً، ولكنه قليل الاهتمام بما شرع في الدين، من عبادات وبما جاء فيه من أوامر ونواه... فأبو نواس الشاعر، هو ذاك المصور الماهر، المتفرد بجرأته الغنية، وحريته في التصوير، الصادق الشعور الذي أودع شعره مكنونان فؤاده وخوالج نفسه، ذاك الشاعر باق ما بقيت اللغة العربية، وما بقي الفن يتوج حرية العمل والفكر.
يتوج حرية العمل والفكر. بالعودة إلى الكتاب نجد أن المؤلف قد عمد أولاً إلى إلقاء الضوء على العصر الذي عاش فيه أبو نواس مبيناً الحياة السياسية والعقلية كما وحياة المجون والزندقة. منتقلاً من ثم لسيرة أبو نواس الحياتية والشعرية، مبيناً نشأته ثم الأغراض الشعرية التي اشتهر بها أبو نواس، فان شاعر الخمرة وشاعر الغزل، وشاعر المديح. متحدثاً من ثم عن رثاء أبو نواس وهجاء، وربما يتفاجأ القارئ بشعر له نحى فيه أبو نواس منحى الزهد والزهاد، لينتقل المؤلف من ثم إلى ذكر طردياته، ومختارات في شعره. إقرأ المزيد