تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن سلف هذه الأمة لمّا أدركوا عظم منزلة القضاء، وعلو مرتبته، وخطورة التفريط فيه، اهتموا بعلومه تعقيداً وتفصيلاً وبياناً، وقدموا القضاء على غيرهم وجعلوا إهانتهم والتقليل من شأنهم، أورد أحكامهم المشروعة، إهانةّ للشرع المطهر، ورداً لأحكامه. ولذلك صنفوا الكتب في بيان أحكام القضاء وما ينبغي للقاضي أن يأتيه، وما ...ينبغي عليه أن يجتنبه، وقد أحاز فقيه المالكية أبو عبد الله محمد بن أبي زمنين تصب السبق في هذا الميدان، بتأليفه هذا الكتاب "منتخب الأحكام" قبل نهاية القرن الرابع الهجري، وفي ظل الدولة الإسلامية الفتية، حينذاك، في الأندلس، حيث لم يسبقه إلى مثله مالكي.
ويتضمن هذا المجلد، الذي بين يدي القارئ الجزء الأول والثاني من كتاب بن أبي زمنين "منتخب الأحكام"، وقد قدم المحقق فيه دراسة عن المؤلف وعصره الذي عاش فيه، جاءت تلك الدراسة في ثلاثة أقسام: القس الأول: ملامح في العصر الذي عاش فيه أبن أبى زمنين (القرن الرابع الهجري) في الأندلس. القسم الثاني: ترجمة ابن أبى زمنين. القسم الثالث: التعريف بكتاب منتخب الأحكام، والذي كان مرجعاً أساسيا لمن كتب بعده في هذا الفن والذي وضعه أبن أبي زمنين بين أيدى القضاة والحكام وفيه القول الراجح في المسائل التي تعرض للقضاة، مجرداً من الإطالة بذكر الأدلة، مع الأعراض عن مباحث الخلاف والأقوال المرجوحة، وذلك لأنه يشق على القضاة تتبع أحكام هذه المسائل الفرعية في نطاقها.
وأما منهج المؤلف عند الكلام، على الحكم في مسألة من المسائل أن يبدأ بما روى عن الإمام مالك في المدونة ولا يتجاوزها إلى غيرها، إذا كان فيها قول للإمام مالك في هذه المسألة، فإن لم يجد فيها ما يريد، أورد ما سمع عن مالك في غيرها، وما كان في المدونة من قول ابن القاسم مقدم، عنده على قول غيره فيها وكان ابن أبي ومنين يستدل لبعض المسائل باتفاق فقهاء المالكية على حكمها.
وجاء الكتاب محققاً حيث عمد المحقق إلى مقابلة النسخ للوصول إلى عبارة المؤلف، مع التحقق من النصوص التي أوردها المصنف من مصادرها، والتعليق على بعض إشارات المصنف والتعريف لبعض المصطلحات الفقهية وشرح الغريب من مفردات النص وترجمة مختصرة للأعلام وتخريج الآيات والأحاديث. إقرأ المزيد