تاريخ النشر: 01/01/1971
الناشر: دار الفكر الحديث للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب يتناول مسألتين تعدان من أهم مسائل الشعر العربي الجديد، الذي يقوم على التفعيلة الواحدة ولا يتقيد بعدد محدد من التفاعيل في كل بيت. أولاهما: مسألة اقترابه من لغة الكلام الحية التي يتكلمها الناس في واقع حياتهم. وثانيتهما: مسألة شكله الجديد الذي خرج على عدد من القواعد العروضية ...القديمة والذي يبشر بابتكار نظام إيقاعي جديد يختلف عن الأساس الإيقاعي للشكل التقليدي. وكلتاهما مسألة تثير الخواطر ويحتد فيها الجدل في الصحف هذه الأيام، فهما محتاجان إلى دراسة استقرائية متأنية ونقاش موضوعي هادئ ربما يكون خير مجال لهما في قاعات الدرس والمحاضرة بين الأستاذ الجامعي وطلبته الناضجين من طلاب الدراسات العليا والقضية الأساسية التي يعرضها هذا الكتاب ويحاول التدليل عليها هي أن الشعر الجديد، بالرغم من كل ما أثار من معارضة واستنكار، ومع التسليم بما وقع فيه من الخطأ والشطط، لا يدخل على لغتنا العربية شيئاً في طبيعتها.
ولا يقحم على شعرنا العربي عنصراً يجافى عبقريته الخاصة، إذا سمحنا لهذه الطبيعة، وهذه العبقرية بالنمو الطبيعي والاتساع المشروع. فالمؤلف وإن بدأ الكتاب باعتراف كامل بما كان لشعر "ت.س.إليوت" وكتاباته النقدية من أثر في توجيه الشعر الجديد وجهته الجديدة في الشكل والمضمون معاً. يحاول أن يثبت أن الشعراء كان تأثرهم "بإليوت" تأثراً مشروعاً من النوع الذي تغني به الآداب وتزداد إخصاباً، فكل ما فعلته دراسة إليوت بهم أن لفتت أنظارهم إلى إمكانيات مهملة لم تستغل بعد في لغتهم وشعرهم، وأن شحذت من قدرتهم على استكشاف هذه الإمكانيات وتنميتها والسير بها في طريق الإنضاج.
لذلك بعد أن بدأ المؤلف في مدخل الكتاب بإليوت ومقالته الهامة عن موسيقى الشعر، انطلق في باقي الكتاب يحقق طبيعة الشعر العربي نفسه منذ عصره الأول، العصر الأهلى، وينظر في طبيعة اللغة العربية كما تتجلى في القراءات القرآنية الثانية بالتواتر السماعي. محاولاً أن يثبت أن الخصائص الأساسية للشعر الجديد، حتى إذا تطورت فبلغت ما نتوقعه من تغيير النظام التقليدي للإيقاع الشعري، ليست إلا استكشافاً لمقدرات في اللغة لم تستغل، وتنمية لبذور لم تستثمر، وليست إلا عودة بالشعر إلى سر حيويته، وهو الاقتراب من لغة الكلام التي ينطق بها أبناء الأمة وسيرى القارئ أيضاً في هذا الكتاب ما يثبت له أن الشعر الجاهلي نفسه كان مجلى لهذا السر الحيوي، بل لا يزال في استطاعته إن تم إحسان دراسته والاستماع إليه أن يسمعنا نبرات عجيبة الحيوية والصدف. إقرأ المزيد