تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: مؤسسة نوفل
نبذة نيل وفرات:"كبرت... يا ابنتي، كبرت والثوب، الذي كان، حتى الأمس القريب، رباط الحب والحنان، أصبح قيداً للروح، وسجناً للجسد، من قبل، كان هذا الثوب ذاته. القبلة الندية، واللمسة الشافية، والمحبة التي لا تطلب شيئاً لذاتها... قالت جدتي كلامها ذلك، ثم اقتربت تغمرني بساعديها، وترتب خدي وهي تقول: افعلي الآن ما ...تشائين أما أنا، فقد كنت أمينة على وصيتها... ولم تنتظر تعليقي على كلامها. خرجت من الغرفة، وتركتني غارقة في بئر أحزاني. تركتني، كي اتخذ القرار بنفسي، بعيدة عن تأثير عواطفها، وهكذا قررت أن اقفل الخزانة على ما فيها، بلا ندم أو تأنيب ضمير، ولم اجرؤ على أن اذهب أبعد من ذلك، فأتبع وحي ثورتي في أقصى مداها وأخرج الأثواب وأمزقها أو أحرقها". "أملي نصر الله" دوّنت في روايتها "الليالي الغجريّة" ذكرياتها وماضيها، ملامسة بيراعها أحاسيسها كطفلة، وصبية، وزوجة وككاتبة، لترسم من هذه المراحل صوراً تعكس ماضيها ومشاعرها كإنسانة وككاتبة.نبذة الناشر:رَفعت السيدة يديها وأومأت إلينا جميعاً، كي نصعد الدرجات الفاصلة بيننا. ثم دعتنا للجلوس حولها. وظل شعرها حبالاً رمادية اللون، تتموج حول وجهها، تكاد تخفي تفاصيله، مستثنية العينين، الحادتي النظرات كعيني صقر.
إنتظرنا بوجل وقد جللنا الصمت. وملأ أنفسنا رهبة منظرها، وأنوار القمر تنهمر، فتزيدنا صمتاً وخشوعاً. ولم تعد روزينا تلك "الغريبة الأطوار"، المقيمة في عزلة كُوخها، تُسامر القطط والعصافير.
لم تَعُد المعتزلة مُقَاطِعَة الجنس البشري حتى آخر حدود العلاقة... فقد بدت، في تلك اللحظات، سيدة حكيمة، رهيبة، ممتلئة معرفة، قابضة على مفاتيح الأسرار. وتحركت شفتاها تقصان علينا حكاية الليالي الغجرية... إقرأ المزيد