منطقة كركوك ومحاولات تغيير واقعها القومي
(0)    
المرتبة: 122,236
تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار الحكمة
نبذة نيل وفرات:جاء في آخر تقرير للمبعوث الدولي الخاص بمسألة حقوق الإنسان في العراق "ماركس فان دل شتويل"، أن العراق لا يزال يأتي قي مقدمة الدول التي يمارس فيها الاضطهاد والإرهاب. وتوجد حالياً في إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا مئات الآلاف من اللاجئين. كذلك يعيش حالياً في الأردن عشرات ألوف آخرين ...هم في حالة لجوء فعلي، فضلاً عن جميع الذين أبيدوا أو اضطروا إلى اختيار حياة المنفى. ولكن توجد بجانب هؤلاء أعداد لا تحصى رحلوا جيداً من الأماكن والمناطق التي كانوا يتوطنون بها سابقاً.
إن أبناء منطقة الأهوار في جنوب العراق ليسوا وحدهم الذين تعرضوا للترحيل من قبل نظام صدام حسين، فقد سبقهم في ذلك أبناء منطقة كركوك وفق سياسة مقصودة، كما يوضحها الدكتور طالباني في دراسته الخاصة بهذه المنطقة المختلطة سكانياً. لقد باشر البعثيون بعد سيطرتهم على السلطة في انقلاب عسكري عام 1968، بتنفيذ عمليات ترحيل في هذه المنطقة. وأدت تلك العمليات إلى نقل عشرات الألوف من العوائل الكردية من منطقتهم، ليعيشوا منفيين في مناطق أخرى.
إن هذه الأساليب التي هي من أسوأ مخلفات "جوزيف ستالين" لم يتردد الغرب في إدانتها في حينه. ومارس النظام هذه السياسة بشكل فظيع ضد الكرد. وتشكل هذه الممارسة حرجاً كبيراً للنظام الذي سيحل محل النظام الحالي في العراق، أو هل يكون بوسع الذين أجبروا على ترك بيوتهم وأراضيهم من العودة إليها؟ أم أن سياسة التطهير العرقي التي نفذها النظام العراقي في منطقة كركوك ستصبح أمراً مباحاً بعد مرور فترة من الزمن عليها؟ لقد قدم الدكتور طالباً في خدمة قيمة للعالم في كشفه عن سياسة التطهير العرقي التي مارسها نظام صدام حسين ضد أبناء الشعب الكردي في منطقة كركوك، ومعالجته المأساة التي تعرض لها أبناء المنطقة بموضوعية تامة، كل ذلك بهدف التنقيب عن الحقيقة وتصحيح ما هو سائد في بعض الأوساط.
وبشكل عام قسم المؤلف دراسته هذه إلى ثلاثة فصول تناول في الأول منها تاريخ منطقة كركوك وجغرافيتها، أما التالي والذي هو بعنوان تأريخ توطين التركمان في المنطقة فأقروه لدراسة المحاولات السابقة -لعام 1963-واللاحقة لتغيير الحالة القومية لمنطقة كركوك، كما وقدم في بدايته هذا الفصل نبذة يسيرة تحدث فيها عن تقدير عدد نفوس التركمان في العراق، التوزيع الجغرافي الطائفي للتركمان، مهن التركمان. ولقد اعتمد في سرد المعلومات عن تاريخ المنطقة وماضيها وجغرافيتها على المصادر المعروفة بموضوعيتها وعلميتها الخالصة. تركية كانت أو عربية أو كردية أو غربية. أما الفصل الآخر والأهم من الدراسة فهو مخصص لبيان ممارسات الأنظمة العراقية التي حاولت بصورة جدية ومكشوفة العمل على تغيير الواقع السكاني فيها. إقرأ المزيد