تاريخ إفريقيا العام - حضارات افريقيا القديمة ج2
(0)    
المرتبة: 28,947
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
نبذة نيل وفرات:لقد ظلت الأساطير والآراء المسبقة بمختلف صورها تخفي عن العالم لزمن طويل التاريخ الحقيقي لإفريقيا. فقد اعتبرت المجتمعات الإفريقية لا يمكن أن يكون لها تاريخ وإذا كان من الممكن أن تعتبر الإلياذة والأوديسا بحق مصادر أساسية لتاريخ اليونان القديمة. فإن ذلك كان يقابله إنكار كل قيمة للتراث الإفريقي المنقول. ...وقد اقتصر الاهتمام عند الكتابة تاريخ جزء كبير من أفريقيا على مصادر خارجة عن إفريقيا، فانتهى ذلك إلى رؤيا لا تكشف عن المسار المرجح لشعور إفريقيا عبر تاريخها، بل تعبر عن رأي البعض في الطريق الذي لا بد وأن يكون هذا المسار قد سلكه.
ونظراً لأن "العصر الوسيط" الأوروبي هو الذي كان يتخذ في الغالب منطلقاً للدراسة ونقطة للإحالة، فإن أساليب الإنتاج والعلاقات الاجتماعية والنظم والمؤسسات السياسية في إفريقيا لم تكن تدرس إلا من منطلق المقارنة مع ماضي أوروبا. وقد كان ذلك في الواقع رفضاً للاعتراف بأن الإفريقي مبدع لثقافات أصيلة ازدهرت واستمرت تسلك عبر القرون مسالك خاصة بها، لا يستطيع المؤرخ أن يدركها إلا إذا تخلى عن بعض آرائه المسبقة.
كذلك يبدو أن القارة الإفريقية لم تعتبر قط كياناً تاريخياً له ذاتيته المتميزة، وإنما نصب التأكيد على كل ما من شأنه أن يعزز الرأي القائل بوجود انفصام منذ الأزل بين "إفريقيا بيضاء" و"إفريقيا سوداء" تجهل كل منها الأخرى.
حقيقة إن تاريخ إفريقيا شمالي الصحراء كان أكثر ارتباطاً بتاريخ حوض البحر المتوسط من تاريخ إفريقيا جنوبي الصحراء، ولكن من المعترف به الآن على نطاق واسع أن حضارات القارة الإفريقية-عبر لغاتها وثقافاته المتنوعة-تشكل بدرجات مختلفة الروافد التاريخية لمجموعة من الشعوب والمجتمعات التي ترتبط بينها روابط عريقة.
ومن هنا كانت أهمية "التاريخ العام لإفريقيا"، الذي تبدأ اليونسكو إصداره في ثمانية مجلدات. ولقد راعى الاختصاصيون الذين تولوا وضع هذا المصنف أن يرسوا أولاً أسسه النظرية والمنهجية، ومن ثم حرصوا على أن يعيدوا النظر في التبسيطات المخلة التي نتجت عن تصور خطى ضيق للتاريخ العالمي، وعلى أن يبرزوا من جديد حقيقة الأحداث التي وقعت كلما كان ذلك ضرورياً. وجدوا في استخلاص المعطيات التاريخية التي تيسر تقصي تطور مختلف الشعوب الإفريقية بما لها من خصوصية اجتماعية ثقافية.
ويتناول هذا المجلد من "التاريخ العام لإفريقيا" تلك الحقبة الطويلة من تاريخ القارة التي تمتد من نهاية العصر الحجري الحديث، أي منذ نحو ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد، إلى بداية القرن السابع الميلادي. وهذه الحقبة تستغرق حوالى تسعة آلاف سنة من تاريخ إفريقيا، جرى تقسيمها إلى أربعة مناطق جغرافية رئيسية: وادي النيل-مصر والنوبة (من الفصل الأول إلى الثاني عشر)، المرتفعات الأثيوبية (من الفصل الثالث إلى الفصل السادس عشر)، الجزء من إفريقيا الذي أطلق عليه غالباً فيما بعد اسم المغرب وما يتصل به من مناطق صحراوية من الداخل (من الفصل السابع عشر إلى الفصل العشرين)، بقية إفريقيا بالإضافة إلى الجزر إفريقية في المحيط الهندي (من الفصل الحادي والعشرين إلى الفصل التاسع والعشرين). هذا وقد وزعت المواضيع في 800 صفحة من النصوص متضمنة عدداً من اللوحات والصور الفوتوغرافية والخرائط والرسوم الخطية. إقرأ المزيد