تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: دار ومكتبة المعارف
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعتبر كتاب "تاريخ افتتاح الأندلس" لابن القوطية القرطبي من أهم المصادر العربية وأقدمها لدراسة الفتح العربي لشبه جزيرة ايبريا-اسبانيا-والبرتغال اليوم. وما أثير حول هذا الفتح من آراء وتعليقات لمؤرخين عرب ومستشرقين على ما بينهم من تباين في النهج واختلاف في مستوى الدقة والأحكام، وهذا الثر يقدم صورة واضحة لواقع ...هذه البلاد من الفتح العربي حتى نهاية إمارة عبد الله بن محمد سنة (299هـ 912). ويرى المستشرق الاسباني خوليان ربيرا الذي ترجم الكتاب إلى الاسبانية ونشره في مدريد سنة 1926. بعد أن أخرجه المستشرق جيانجوس من مظانه وأعده للنشر: "انه ليس من إفشاء ابن القوطية لمكانة الرجل العلمية، ومنزلته اللغوية، وأسلوبه الجيد المتين" هو من اعتقاده أقرب لأن يكون تأليفاً سماعاً عن ابن القوطية نقلاً عن مدونات بعض من حضر مجلسه من تلاميذه وربما كان الكتاب نفسه دليلاً على هذا التصور لأنه عبارة عن أخبار متفرقة يعارض بعضها بعضاً، فضلاً عما فيه من عرض روايات وأساطير شعبية ذات روح شاعرية. وهي وإن كانت تقوم على أساس التاريخ لا تؤلف مع ذلك ترابطاً موضوعياً.
وعلى الرغم من جميع المآخذ التي حاولت من الإقلال من شأن هذا الكتاب، ومنها القول الذي نسب إليه فوضى التأليف، إلا أنه يبقى مع ذلك مرجعاً متميزاً بقيمة علمية كبيرة لا من حيث سرده للتاريخ وحسب، بل من حيث كونه صورة للتأليف تعكس واقعاً حضارياً بالنسبة للحقبة التي يمثلها وانتشار الثقافة العربية الإسلامية في شبه الجزيرة الايبرية بعيد القرن الثاني للهجرة (الثامن للميلاد) وبدى انصهار البلاد في بوتقة الفكر الإسلامي، ونشأة المدارس النثرية الفنية. ومما تجدر إشارته أن لتاريخ ابن القوطية ميزة هامة بين سائر كتب التاريخ الخاصة بالأندلس الإسلامي لأنه يحمل طابعاً قومياً في بلد تعيش فيه أجناس مختلفة ذات أديان متباينة، بينما أغفل غيرة هذه الناحية الوطنية.
أضف إلى ذلك أن هذا المؤرخ ظل مشدوداً إلى جذور أمته بالرغم من مكانته المرموقة في الفكر الأندلسي الإسلامي، فهو يحاول دائماً عرض أخبار تظهر العرب الفاتحين الغالبين دون أهل البلاد الذين يراهم أصحاب المواهب العظيمة، والشمائل الطيبة النبيلة. والمؤلف لا يسير في كتابه هذا على نهج علمي مرسوم، أو تاريخي حولي مثلاً، ونراه في إنشائه ذا نزعة شاعرية، وأنه مالكي المذهب لين العريكة لا يميل بطبعه إلى التزمت والانحياز لفريق ضد فريق بسبب ولائه لبني أمية، فجده مولى في الأصل للخليفة عمر بن عبد العزيز. ويؤخذ على ابن القوطية أنه أهمل في تاريخه ناحية ذات مساس شديد بواقع الأندلس نقصد إغفاله الكلام على شؤون النصارى واليهود إغفالاً تماماً، كما أغفل الحديث عن خصوم بني أمية المناهضين لهم. وهذا ناجم عن العوامل النفسية المؤثرة في شخصيته، وهو لو أشار إلى هاتين الناحيتين لأعطانا فكرة واضحة عن المجتمع الأندلسي في تلك الحقبة الدقيقة من تاريخه واستكمالاً لأهمية هذا الكتاب رأى المحقق أن يتبعه بقصة فتح الأندلس، لابن قطيبة. إقرأ المزيد