مكانة العقل في الفكر العربي
(0)    
المرتبة: 54,949
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:أولى العرب العقل التقدير اللائق بهن وبحسن استخدامه حققوا منذ أقدم الأزمنة الإنجازات المادية والفكرية، وكان الزيغ عنه أساس كثير مما حل بهم من نكبات وما أصيبوا به من نكسات، ولما جاء الإسلام ليرفعهم من وحدتهم، ويسير معهم إلى معارج التقدم، كان من أول ما عني به الاستخدام للعقل ...وسيلة إلى إدراك الحقيقة، وسبيلاً إلى بناء مجتمع سليم حيٍّ نامٍ، وأولى القرآن الكريم العقل مكانته المتميزة، ودعا إلى أعماله هادياً ومرشداً.
وتمازج تقدير العرب المورث بتعاليم الإسلام وأوامره، فأمن للعرب مجتمعاً تميز بالحيوية والنشاط والنمو، متوجهاً وجهة إنسانية عالمية، وحقق تقدماً زاهراً مفتوحاً. وجاءت أحوال خارجة عما يرتضيه العقل أو يقره، فعطلته وأركدته ليسود مكانه ما يناقضه، فتجمد النشاط، وتوقف التقدم وعانى الفرد والمجتمع لا عقلانية بائسة، في حين دب النشاط في مجتمعات خارج نطاق بلاد العرب والإسلام، وزاد فيها تقدير العقل واتسع ميدانه وأحست أعداد متزايدة بما يغمر الأمة من جهل وجمود، فنشطوا لدراسة أحوالهم والتفكير بما يوصلهم إلى حياة أفضل انطلاقا من المسلمة التي تقول بأن العقلانية هي الأداة السلمية للوصول إلى الحقيقة، وقد يسر استخدامها الصائب التقدم في ميادين العلم والفكر، وهي خير هادٍ لبناء مجتمع حي نامٍ.
من هنا تبرز أهمية بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها المجتمع العلمي العراقي والتي دارت حول مكانة العقل في الفرك العربي، حيث تحدث في هذه الندوة نخبة من المفكرين الذين آمنوا بأهمية العقل دليلاً مكيناً للوصول إلى الحقيقة الصائبة التي يؤمن الأخذ بها حياة أفضل للأمة، ولا بد أن ما عرضوه من أفكار وآراء من خلال محاضراته والتعقيبات عليها هي في حقيقة الأمر يغني الفكر العربي، ويسهم في توجيهه لما في من خير الأمة وصلاحها.
وقد ترتبت تلك الآراء والأفكار ضمن محاور ثمانية. دار المحور الأول نية العقل والعقلانية في المجتمع العربي الإسلامي فترة ازدهار وآلياته، وتناول المحور الثاني موضوع العقلانية والعقلانية في الفكر العربي الإسلامي، ودار النقاش في المحور الثالث حول العقل العربي النهضوي بين الأنا والآخر في فكر النهضة العربية الحديثة، وأما المحرر الرابع فقد تحدث عن العقل العربي والتحديات في عصر النهضة العربية الحديثة، وتناول المحور الخامس العقل العربي الحديث وظاهرة التراجع. وكان المحور السادس محل بحث العقل العربي ومشكلات الواقع: التجزئة والتخلف، وطرح المحور السابع موضوع العقل العربي ومشكلات الواقع: الحرية والعدالة، وتم النقاش في المحور الثامن في مسألة العقل العربي وتحديات التبعية الفكرية. وبهذا يمكن القول أن هذه الندوة بمحاورها استعرضت مسيرة العقل العربي، منذ ما قبل الإسلام، ثم خلال العصور اللاحقة حتى الحقبة الراهنة، للتأكيد على التلازم الحتمي بين العقل والإيمان، وهو تلازم يأخذ بيد الأمة العربية إلى مصاف التقدم في كافة مجالات الحياة، والعبرة من التاريخ.نبذة الناشر:يستعرض الكتاب مسيرة العقل العربي منذ ما قبل الإسلام، ثم خلال العصور اللاحقة حتى الحقبة الراهنة، ويعالج مسألة العقلانية في الفكر العربي-الإسلامي. وهو إذ يرفض مقولة التضاد بين العقل والإيمان، يرفض كذلك مقولة أن العقل الديني قد حدَّ من حرية البحث العلمي.
إن استعراض فترة النهوض الحضاري العربي-الإسلامي تظهر أن النحويين والأطباء والرياضيين وعلماء الفلك والكيميائيين وسواهم قد ذهبوا في علومهم هذه إلى أبعد حد ممكن تسمح به الوسائل والأدوات المادية للمعرفة التي كانت متوفرة في عصرهم.
ويبقى صحيحاً القول أن العقل العلمي الإيجابي أو التجريبي قد ضعف وانخفض مستواه عندما ابتدأ العقل الديني ذاته يفقد حيويته الاستكشافية الريادية التي عرفها أثناء الفترة التأسيسية. وبمعنى آخر يدعو الكتاب إلى عدم إضاعة الوقت في إقامة التضاد بين العقل الديني والعقل العلمي خارج الشروط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. إقرأ المزيد