تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:لم تشهد الساحة العربية خلال عشرات السنين الأخيرة ظاهرة سياسية ادعى للحنق وإثارة السأم من الصراع بين التيارين العروبي والإسلامي في الفكر السياسي العربي، وفي الساحة العربية معاً. فمع استقلال وطننا العربي الكبير في ظل الدول القطرية تداعت أركان التحالف الكبير بين القوى الإسلامية والقوى القومية الذي ساند قضية ...الاستقلال، وسرعان ما خاضت القوى السياسية المعبرة عن التيارين خلافات تحولت إلى صراع، فصدام، وقطيعة، وعجز مزمن عن الفهم. وسرعان ما ترجم هذا في "إيديولوجية حربية" تضع الإسلام في مواجهة العروبة في ثنائية غير منطقية ولا مفهومة، وتخلق تناقضاً -غير مبرر- بين غايتين لا تتحقق إحداهما من دون الأخرى.
ولم تفلح الدعوات المتناثرة هنا وهناك في جمع الفريقين إلى حوار جاد يجلي أسباب القطيعة، ويدعو إلى تجسير الفجوة بينهما، حتى جاءت دعوة مركز دراسات الوحدة العربية إلى عقد هذا الحوار، ووجدت استجابة طيبة لدى عدد كبير من المفكرين القوميين والإسلاميين، وأمكن معها أن يجتمع نحو خمسين من مفكري التيارين خلال الفترة 25-27 أيلول/سبتمبر 1989 في القاهرة -في لقاء يعد الأول من نوعه منذ عشرات السنين، استمر لمدة ثلاثة أيام وناقش ثماني أوراق عمل، وجدول أعمال يضم أهم القضايا المثارة، وأكثرها إثارة للجدل.
رغم أن هدف الحوار: "هو البحث في الحلول المقترحة فكرياً وسياسياً وتنظيماً لإقامة العلاقات بين التيارين السياسيين العريضين على أسس إيجابية"، ورغم أن الدعوات العاطفة على الحوار وأهدافه، كانت تدفع في اتجاه أن يوجه المشاركون أنظارهم إلى المستقبل، وأن يتجاوزوا مشكلات الماضي، فلم يكن تحقيق ذلك ممكناً قبل أن يغوص النقاش في قلب المواقف والمشاكل، وأن يحدد ما يمكن الالتقاء حوله، وما يستحيل الاتفاق عليه، ,كيف يمكن تأكيد نقاط الالتقاء، وتنظيم الخلافات. في هذا الإطار غاص المتحاورون في ستة محاور رئيسية تمثل جوهر الجدل المثار بين التيارين تتعرض لـ: جامعي العروبة والإسلام، وموقف كلا التيارين من مبدأ المواطنة، ومن الفكر والمؤسسات الحديثة والتقليدية، ومن الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، ومن النظام السياسي، ومن الأوضاع السياسية. كما واجه المتحاورون فقرة في جدول الأعمال تدعو كل طرف إلى نقد ذاته. إقرأ المزيد