تاريخ النشر: 30/10/2025
الناشر: دار دلمون الجديدة
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:في تلك اللحظة، رفرفرت فراشة بيضاء فوق حلقة المجلس. حلقت أولاً فوق رأس مريم، ثم عادت تحوم فوق رآس زكي بحركة مكوكية سريعة. انتقلت إلى رأس زكي، ثم عادت إلى مريم، ثم ساخرة.
انتقلت عيون الأم وخانزاد تتابعان الفراشة حتى شعرتا بالدوار. وحين حلّقت فوق مريم للمرة الأخيرة، قفزت للإمساك بها ...ففلتت من
يدها، ثم بدأت المطاردة. طاردتها ووراءها تلو القفزة، وفي كلّ مرة تفلت الفراشة، وأخيراً خانزاد إلى داخل حقل الخضار والنباتات، قفزة
تعثّرتا ووقعتا معاً، وحينها انفجرت الأم وابنها بالضحك ومن ثم أمطرتهما الأم بتعليقاتها.
ومما أثار انتباه زكي هو أن الفراشة هذه كانت بنفس اللون والحجم والرفرفات والحركات الدائرية المكوكية التي كانت تقوم بها الفراشة
البيضاء وراء نافذته في المهجر، فسأل نفسه في حيرة: " أتجسدت روح مريم في هذه الفراشة؟ هل الفراشة البيضاء التي طاردتها
مريم عند الجسر في أول لقاء، والفراشة البيضاء التي طالما رفرفت يجناحيها الشفافين خلف نافذة غرفته في المهجر، والفراشة
البيضاء ساعية البريد فوق المقبرة وهذه الفراشة البيضاء، جميعها واحدة؟؟! احتار في الأمر !!!
وعادت الفراشة وحلقت فوق رأسه للحظات حتى مشّته بمقدمة رأسها مساس القُبلة، ثم ارتفعت إلى أعلى فأعلى، حتى تضاءل حجمها،
ثم دارت دورة موجهة خرطومها في اتجاه زكي وكأنها تودعه. إقرأ المزيد