المحاربون المرتزقة ؛ في ضوء القانون الدولي الإنساني
(0)    
المرتبة: 228,475
تاريخ النشر: 23/09/2025
الناشر: دار الأيام للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:القانون الدولي الإنساني هو ذلك الفرع من فروع القانون الدولي العام ذي الجذور العميقة في ضمير الإنسانية منذ بدء الخلق والذي يجد أساسه في النفس البشرية، فقد جبل الله الإنسان على حب الخير وحب البقاء، على الرغم من الحروب العديدة التي خاضتها الإنسانية، كان لزاماً على الإنسان، في ظروف ...الحرب الاستثنائية، أن ينظم القواعد التي تضبط السلوك البشري وتنظم قواعد القتال وتدعو إلى إحلال الأمن و السلام.
بذلت الإنسانية جهوداً عميقة في هذا الخصوص تمخضت عنها العديد من الاتفاقيات التي تدعو، في إطارها العام، إلى نبذ الحروب وإن وقعت الحرب فثمة قواعد ذات طابع إنساني لابد من إعمالها. فالقانون الدولي الإنساني له أصول ثابتة وعميقة الجذور في أعماق الإنسان نفسه. لذلك نجد أن معظم الحضارات الإنسانية القديمة قد احتوى الكثير منها على قواعد تنظم الحرب وتمنح فرصاً للمصالحة وتحكم كيفية معاملة الأسرى؛ فقد أرسى السامريين نظاماً راسخاً للحرب بما فيه كيفية إعلان الحرب وإمكانية التحكيم وكيفية عقد معاهدات الصلح وتنظيم الحصانة للمفاوضين. وعندما أصدر الملك حمورابي ملك بابل مدونته الشهيرة في عام 1700 ق.م، حيث كشفت الوثائق عن أقدم تجمع تجاري بشري في بلاد الرافدين جاء في صدر هذه المدونة عن حمورابي نفسه "إنني أقر هذه القوانين كما أحول دون ظلم القوي للضعيف " كما احتوى قانون مانو الهندي الصادر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد على قواعد يجب إتباعها في حالة الحرب ورد العدوان، فقد حرمت قواعده على المقاتل أن يقتل عدوه إذا ما استسلم أو اسر أو كان نائماً أو مجرداً من السلاح.
وهنالك العديد من الأمثلة على مثل هذه القواعد في قوانين الحيثيين والتي احتوت بدورها على العديد من القوانين الإنسانية التي تحكم الحرب وكيفية إعلانها وكيفية إبرام معاهدات الصلح. كما احتوت الحضارة الإغريقية القديمة على الكثير من القواعد الإنسانية التي تحكم الحرب وتهذب السلوك البشري. وشهدت الحضارة المصرية القديمة على احترام الغريب و تحرير الأسرى والعناية بالمرضى ودفن الموتى وإطعام الجياع. إقرأ المزيد