تاريخ النشر: 15/07/2024
الناشر: خاص - أحمد علي مكي
توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة الناشر:يوماً رأيتُ ليلى تسقي شجرة العنب.. اتجهتُ ناحيتها.. قرأتُ في عينيها ما هو أبلغ من الكلام.
لقد أصبحنا في شتاء العمر يا حبيبي.
ها إن السماء على وشك أن تمطر فما حاجتك لريّ شجرة العنب؟
لقد خطرت سعاد على بالي فلم أكتف بالنظر إلى بعض الصور، لأن الصور لا تنمو، وأمامي أجمل تذكار ...فيه تدبُّ الحياة، أردتُ أن أختبر نفسي، أن أدرك أنني قد شُخت، أن أطمئن على التذكارات الثلاثة، فقد اشتاقت نفسي إلى سعاد.
احتضنتها برفق ورفعتُ شالها على كتفيها لأُحْكمَ تغطيتهما خوفاً من لفحة برد.
هيّا يا حبيبتي ندخل المنزل، لقد بدأت تمطر.
تعانقت يدانا ونحن ننسلُّ بين حبَّات التراب، توجَّهنا ناحية الشرفة الغربية حيث المنظر الأخاذ، لم نحسب حساباً للسعات البرد، تجاورنا على الكنبة، وضعتْ رأسها على كتفي.
احك لي قصة.
سأروي لك حكاية عنوانها قلب بين زوجتين.
قاطعتني.. أريدها قلباً لزوجتين.
وغرقنا في لُجَّة الذكريات على إيقاع صوت المطر.
أحسستُ أن يدها أصبحت باردة أكثر من المعتاد.. التفتُّ ناحيتها، كانت مبتسمة الوجه، حرّكتها فلم تتجاوب، ناديتها.. ليلى.. ليلى.. وضاع صوتي بين وميض البرق وقصف الرعد.. قرَّبتُ وجهي من وجهها.. أتفقد طعم أنفاسها.. لم يكن هناك نفس.
ضممتُها إلى صدري بين همس ودموع.. تأمَّلتُ في العتمة أمامي فرأيتُ ضوء الشمس يُشرقُ من بين الغيوم على الشرفة الغربية.. كما الأيام الخوالي.. سمعتُ صهيل خيل.. ها هو الحصان الأبيض جاء ليحملني إلى عروستي.
وتمتمتُ.. في ليلة صيف بحتُ لها بحبي.. وفي ليلة صيف حملتُها بين ذراعيّ عروساً تداري خجلها مني.
لقد انطفأ القنديل.. نفد زيته.. وبقيَ قنديلي يقاوم هبوب الريح.. يوماً سينطفئ.. على كتف أحد ما أو على سرير مستشفى.
كانت حكايتي.. قلبٌ بين زوجتين.. وأرادتها ليلى.. قلبٌ لزوجتين.
ربما كنت مخطئاً.. ربما هي أخطأت.. القلبُ لا يَدُقُّ مرَّتين.
ليست رواية من نسج الخيال وإن كان فيها منه نَفَس.. طعم.. فكم في القلوب المستورة وراء حجاب من قصص شبيهة بقصتي.. ما أكثر القصص المنسيّة.. المخفيّة.. وراء جدران الصمت.. تقاوم حتى تخرجَ من فم القمقم.. لتفوح كما الربيع الذي يخفي في طياته زهراً.. ورداً.. كلمات…
ما أجمل الكلمات عندما تكون في موضعها الصحيح. إقرأ المزيد