الهوية الوطنية والعقد الاجتماعي السعودي
(0)    
المرتبة: 135,085
تاريخ النشر: 30/05/2024
الناشر: منتدى المعارف
نبذة الناشر:"إن التحضير لهذا الكتاب، حرّك في أعماق فؤادي كثيراً من الحب الذي لم ينطفئ يوماً تجاه وطني، وإستقراره، ونمائه، وأرضه وسمائه.. وقد إعتصرني الألم تجاه ما رأيته من أوطان تمزّقت حولنا، وهويّة تضيع في مهب الريح.. تجعل كل مواطن مخلص للوطن يعضّ بشدة على الوطن، والهوية، ويبارك العقد. ...
ولن أنسَ - وأنا أعمل في سفارة بلدي في بريطانيا - الحيرة التي كنت أراها في وجوه أهل المهجر في الغربة، مهما إمتلكوا من أموال وإستقرار خارجي، لكن ألم فراق الوطن وحنينهم إليه واللوعة في عيونهم، تظهر مهما حاولوا إخفاء ذلك، لأن النفس مجبولة على الحنين نحو الوطن والجذور..
إن أيّ مساحة على الأرض تتحول إلى دولة مكوّنها الحكومة والشعب، ونجاح هذه الدولة وإستمرارها وقوّتها في الدفاع عن نفسها لن تتحقق إلا بإتفاق تام بين هذين المكونين على حب هذه الأرض والإخلاص لها. فإذا خلصت النيّات في الحب والوفاء، وتكاتفت جهود الحكومة والشعب تحقق الأمل المنشود، لأنهما جزآن لا ينفصل بعضهما عن بعض في غرس هذه النيّات وتعزيزها وهي الدافع الحقيقي لصلابة الدولة، فمن يحب شيئاً، أو يخلص له يضحي من أجله. وهذه النيّات والجهود لا تؤتي ثمارها إلا بعناصر عدّة، في كل النواحي الحياتية للمجتمع، ولا بدّ أن تتحقق ويتفق عليها المجتمع لحفظ هذا الوطن وهذا الكيان وهذا العقد المبارك.
ومن أهم مكونات العقد الإجتماعي الأساسي: الحكومة والشعب، ويعتبران ركنين أساسيّين من أركان الدولة. ويتكوّن الشعب من مجموع الأفراد الذين يرتبطون بالدولة برابطة الجنسيّة، ويصبحون بموجبها وطنيين يتمتّعون بالحقوق، ويلتزمون بالواجبات، ويختلف جرّاء ذلك مركزهم في الدولة عن المركز القانوني للأجانب، خاصة التمتّع بالمواطنة، وحق العمل، وتملّك العقارات، والعمل في الجهات العسكرية. إن تهيئة هذا الوصل المهم وإستعداده الكامل القوّي والفعلي لتعزيز هذا المكوّن ونمائه أساس متين في ذلك". إقرأ المزيد