الرمزية بين مجالات الإضمار والإفصاح في خطاب الآداب السلطانية - قراءة في فقه التقاليد السياسية الملكية عند ابن المقفع - الجاحظ - ابن قتيبة الدينوري
(0)    
المرتبة: 118,171
تاريخ النشر: 01/01/2024
الناشر: دار أمل الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:حاول كتّاب الأدب السلطاني إحاطة لغتهم الكتابية بشواهد غئية لاستثارة المعنى ليرمزوا أولاً عن قدرتهم في القفز فوق الصورة المعتادة للأدب في الوضوح والمباشرة في الصورة الأدبة، وليثبتوا مهارتهم فيها ثانياً، وكأنما صار الإيحاء الرمزي في الأدب السلطاني منافسة بين المتبارين في سوق السلطان للدنو من مقامه المتعالي وإستحصال المكاسب ...والخضوع للملك، فالكتابة لا يتقلدها إلا تابع، ولا يتولاها إلا من هو في معنى الخادم ولم نرى عظيماً قط تولى كفاية نفسه، وهذا ا لنص الوحده رمزياً إيجابياً لذم وظيفة الكاتب وعبودية العمل فيها والتبعية لرغبات الحاكم وسلطان أوامره دون نقضها أو التغافل عن تنفيذها، فالكاتب في حضرة السلطان ليس مستقلاً ولا حراً لا يمتلك رأياً إلا رأي سيده وتوجهاته، مستظلاً بسلطته، فالكتابة لا تعدو كونها بضاعة تربط صاحبها برباط العبودية والخدمة المسخرة تحت وقع أي مكان أو توقيت زمان، وهذا الرأي يدعمه إبن المقفع عندما ربط العمل مع السلطان برمزية الخوف والهلاك والعبودية والإجبار فتقلد الكاتب للعمل مع السلطان له خيارات لا ثالث لهما: أما القبول والإغتباط به والحفاظ عليه مخافة إن يزول، وأما كارها له مكرهاً عليه، والكاره عامل في سخرة "فقد علمت أنه من فرط في سخرة الملوك أهلكوه"، فثقافة العبودية كانت طريقاً إيديولوجياً وضعها مثقفو الأدب السياسي السلطان، وصورة إيجابية لمبدأ الجبر والغلبة التي لا تتعارض مع مشيئة الحاكم أو نقد خطواته السياسية، وعلينا إن نعي إن كل كتاب الأدب السلطاني في الدولة العباسية لم ينزعوا أفكارهم ونظرياتهم في تسيير الحكم بوحي من خيالهم أو ما إستمدوه من ثقافات أخرى، وإنما هي إنعكاس خطير لرعب الواقع السلطوي المعاش الذي طرح بترخيص من السلطان ذاته، فكان الكاتب الذراع الخفي المبرر له وحارس لايديولوجيا الدولة يمررها بهتاناً على أنها قوانين سائدة وتلك الخطابات الصادرة من المثقفين تخفي في وجدانها غايات خاصة هي على حد تعبير سارتر تعود في سبيل الربح بالمقام الأول. إقرأ المزيد