المجتمع المدني بين الحداثة السياسية ومسألة الأخلاق
تاريخ النشر: 22/06/2023
الناشر: منشورات دار التوحيدي
نبذة الناشر:يحـاول هـذا الكتـاب طـرح إشكالية المجتمع المدني مـن زاويـة فلسـفية نقديـة تراهـن
على بناء المفهـوم، في علاقة بتمرحلـه التاريخي، وأساسـا مـن زاوية الحداثة السياسية،
مع استشراف علاقته بإشكالات الحداثـة مـن جهـة، والواقع المحـلي العـربي والإسلامي
والمغربي مـن جهـة أخرى.كما أن هـذه الدراسة تعمـل عـلى قـراءة المجتمع المدني كخطـاب
ومرجعيات فكرية وممارسة، بشكل يكشـف عـن ...مفارقات بين النظرية والواقع المحلي،
ضمن ما يمكـن تسميته بأزمـة المجتمـع المـدني، وصعوبـة تحديده كمفهـوم سـياسي
وحقوقي. وبالتـالي هنـاك جمعيات أونسيج جمعـوي لم يتشكل بعـد في اطـار مـشروع
مجتمـع مـدني، واضـح المعالم والخطـاب في علاقة بالمجتمع والدولة والتخـب والأحـزاب
السياسية .وقـد نلاحـظ استعمال المفهـوم، مـن دون ضوابـط فكريـة ومرجعيـة، وهـو
ما يحولـه الى شـعار أيديولوجـي، يخـدم رهانـات مـضـادة لـه. كما أن الدراسـة تهـدف
الى تناول قضيـة عميقـة ومفصليـة وهـي الهوية القيميـة او الأخلاقية للمجتمـع المـدني
وبالتالي التساؤل: هـل فعـلا يشـكل عمقـا أخلاقيـا ويؤسـس الثقافة المدنية المنشـودة
؟.وبالتـآلي نهـدف الى إبراز قصـور جانـب البعـد الأخلاقي والثقافة المدنية، في هذا المجتمع
المدني المحـلي ( وحتـى عربيـا واسـلاميا )، بشكل يناقض اصولـه التاريخيـة وفلسـفته
الحداثية وخياراته القيميـة الاصيلة . مـن هنـا يمكـن القـول ليست ازمـة المجتمع المدني
اجتماعية وسياسية بامتياز، بـل هـي ازمـة أخلاقيـة أو قيمية، وكـذا ثقافيـة امـام اندفـاع
الجمعيات للدفـاع عـم مصالـح ذاتيـة ورهانات حزبيـة واقتصـاد ريعـي مـمـا يبـين عـسر
تجـاوز هذا المجتمع المدني لازمـة تشـوبه محليـا .وبالتالي أصبـح سهل الهضم والتوجيـه
والاحتـواء والاخضـاع رغـم كـثرة الشعارات التحديثوية المرفوعـة مـن طـرف فاعليـه .إن
فلسفة سياسية نقدية تعيـد بنـاء مفهـوم المجتمع المدني، وكشف مفارقاته، ومنطلقاته،
وامكاناته، وجوانب قصـوره ، لتمثـل مدخـلا للتعامـل مـع هـذا المفهـوم، بعيـدا عـن
اسقاط تشكلاته الغربية الحداثية، عـلى هـذا المجتمع المحـلي الـذي اصبـح جـزءا مـن
بنية ابويـة تحديثويـة مشـوهة .ويبقـى الرهـان الأساسي هـو النهوض بهـذا المجتمع
المدني وفق رؤية فكرية استشرافية، تعطيـه الإمكانات القيميـة الكفيلة بجعلـه رائـدا
وفاعلا أخلاقيا /مدنيـا بامتياز. وهـو مـا يعني ضرورة تملك المجتمع المدني لمضامين فكـر
الحداثة، وتحولاته وشروطه النقدية، في تلازم مع تأسيس المشروعية الأخلاقيـة.في هـذا
السياق يـأتي النقـد للمجتمـع المـدني، مـن زاويـة المرجعيات النظرية، والوقائع العمليـة
لأجـل بنـاء منظـور يتوافـق، ورهانات الحداثة وشروط إبداعهـا، في ظل الدولة المدنيـة
المنشـودة. ليـس المجتمع المدني مقولة سياسية، أوفاعـلا سياسيا مباشرا أوفاعـلا إقتصاديا
بـل هـو فاعليـة أخلاقية.ومـن دون هاته الفاعليـة لا يمكـن للمجتمـع المـدني أن يسـاهم
في بناء القيم الإنسانية .ليـس المجتمع المدني الحقيقي والاصـلي إلا قـوة أخلاقية ذاتيـة.
وبالتالي عصـب المجتمـع المـدني هـو الأخـلاق وهـي: آليـة كشـف المشروعية والتنظيـم
والتمويل والعلاقات الإجتماعيـة وكـذا إنتاج القيـم الكونية.والمجتمع المدني يسطرها في
بياناته وأدبياته ولكنـه يعجـز عـن أن يتحول إلى فاعـل أخلاقـي لـه رسـالة، وليس فقـط
فاعـلا إجتماعيا.مـن هـنـا لا ينفصـل المجتمع المدني، عـن الممارسة الأخلاقية ومفاهيمهـا
الكبرى مثـل: المسؤولية والواجـب والثقة، في علاقة بالمجال الحقوقي والتنمية والتربيـة
والشأن العـام. هكـذا يـكـون المجتمع المدني الحقيقي، هـو مـشروع أخلاقي لذاتـه وللعالم. إقرأ المزيد