الطراز ؛ في نظرية الأدب القديمة عند العرب
(0)    
المرتبة: 161,851
تاريخ النشر: 12/04/2023
الناشر: دار كنوز المعرفة العلمية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تقسيم فكرنا الأدبي والنقدي القديم إلى مرحلتين من حيث الإجمال: مرحلة أولى وصفها الباحثون بالعفوية والسذاجة، ومرحلة ثانية اتصفت بالمنهجية العلمية، ولأنَّ هذه المنهجية العلمية كانت مطلب عدد من الباحثين، فضلاً عن كون من تعامل منهم مع المرحلة الأولى دراسة ونظراً كان يستعين بأدوات الفِكر الموضوعي الذي يشد صاحبه إلى ...معالم المرحلة الثانية؛ فقد استقرَّ -بشكل عام- وصف المقُولات الأدبية والنقدية القديمة عن أعلام العصر الجاهلي والإسلامي بالعفوية والسذاجة، وقد يوصف بعضها بالموضوعية البسيطة المحدودة، وفي المقابل فإنَّ هذه الدراسة تعرضُ تفسيراً مغايراً لهذه المسألة من جهة تناول تأثير المرحلة الأولى من فكرنا الأدبي في المقولات الجمالية للخطاب الأدبي عند العرب؛ وذلك لارتباطها بطبيعة اشتغال المقولة في الذهن؛ حيث إنَّها تكشف بنفسها عن نفسها بالإحالة إلى معالم إدراكية تشدها إلى مقُولات الرمي والإصابة، ومقولات النسج، ومقولات التفاضل والسبق، وهو ما يكسبها دلالات خاصة بمقولة الخطاب وتمييزه وإكسابه القدر المناسب من المقولة الجمالية، وذلك من خلال التعامل الجاد مع مقتضيات هذه التصورات التي تبدو بسيطة في ظاهرها ولكنها عميقة في تكوينها للأحكام النقدية على مستوى الخطاب، وهو ما بدا واضحا في تعامل نقادنا القدامى في مرحلة النضج العلمي في المقولة الأدبية، حيث إن من الملاحظ استنادهم على هذا التكوين المعرفي الموروث عن العرب، وإحساسهم بما يقوم عليه من أولوية اتصال الأحكام بمقاصد المتكلم، وملاحظة مدى انسجام أقاويله واستوائها حتى لا يكون ثمة تفاوت بينها، إلى غير ذلك من النظر في امتداح القوالب وتفضيل بعضها على بعض، فضلاً عن تفضيل المتكلمين أنفسهم وعد محاسنهم ومساوئهم موازنة مع غيرهم، ومن اللازم -عطفاً على ما سبق- الانطلاق في دراسة المرحلة الأولى من مُسلَّمة علمية وهي أنَّ الكلام بشكل عام مقولة خاضعة للملاحظة والانتباه، أي إنَّ أشكاله وأنواعه ووجوه استعماله بمنزلة المرجعية الذهنية لمعالجة ما هو أدبي، ومن ثمَّ يتم إجراء الأحكام الجمالية عليه، فضلاً عن أهمية إعادة النظر علميَّا في إحدى المقُولات الشائعة التي ترى أنَّ السؤال عن أشعر الناس، وعن أمدح بيت، وأفخر بيت، أو غيرها كان مرتبطاً بالمرحلة العفوية الساذجة، وإثبات أنَّ هذه التساؤلات ليست ساذجة عفوية؛ فقد امتدت إلى القرن الرابع الهجري حيث كانت مرحلة النضج العلمي وازدهار حركة التأليف فيه، بل إنَّ هذه التساؤلات مشروعة حتى في زمننا الحاضر، كما أننا بحاجة إلى إبراز صلة المقُولات الأدبية بالعمليات الذهنية التي لا يستطيع الجهاز الأرسطي وصفها أو تحليلها، بل إنَّه كان المسؤول عن تغييبها وطمس معالمها، مع ضرورة الوعي بما كان للفكر النحوي عند العرب من أثر في تكوين معالم نظريتهم الأدبية، وصلة ما نتج عن اللسانيات الإدراكية الحديثة من معطيات تصف قيمة معالم التفكير عندهم في المقُولة الأدبية. إقرأ المزيد