فهم العالم ؛ تأملات في العصر والسياسة والاتصال - الدفتر الأول
(0)    
المرتبة: 161,494
تاريخ النشر: 31/03/2023
الناشر: دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:على المستوى التاريخي، ظهرت عبارة "روح العصر"، خلال القرن الثامن عشر في ألمانيا، وهذا في إطار بحث عدد من الفلاسفة الألمان (هردر، هيجل، جادمان...) على ما يشكل تاريخ الشعب الألماني وهويته وخصوصيته، لا سيما إزاء أفكار أو قيم الحداثة الكونية التي ارتبطت بالثورة الفرنسية، ومن هنا بروز كتب عدة، منذ ...وقتها، تتحدث عن هذه الروح المفترضة في شعب معين.
لكن سرعان ما تحررت العبارة من هذا التحديد الضيق المرتبط بالهوية الخاصة بشعب ما، لتدل - كما ذكر - على ما يتميز به، عموماً، هذا العصر أو ذاك، ومثاله: وصف العصور السابقة عن الحداثة بأنها تتميز "بالتقليد" (الأساطير، الأديان، الخرافات...)، ووصف عصر الحداثة، على أنه عصر "التنوير" (العقل، المنطق، التقنية، العلم).
ومن خلال هذا، تم الحديث عن قانون تطور الإنسان من حالة الطبيعة إلى حالة الثقافة أو العقل (شارل داروين)، كما تم تحديد مراحل التطور البشري، من العصر اللاهوتي إلى العصر الميتافيزيقي، فالعصر الوضعي أو العلمي (هنري برجسون)، وهذا مع اعتبار الحداثة أن "التقدم" هو الذي يشكل، أو من المفترض أنه يشكل "العصر الحداثي الجديد".
وإذا تركنا جانباً قضايا التطور التاريخي وما أثارته من نقاشات، وركزنا على روح هذا العصر الأخير فإن السؤال المطروح هو: ما ميزة هذه الروح؟ كيف تطورت منذ قرنين؟ وما مآلها ومستقبلها اليوم؟ بل وهل يمكن الحديث عن "روح ما" تميز بها العصر الذي نعيشه، في ظل تعدد النظريات والممارسات والنظم السياسية وأنماط الحياة التي عرفها؟.
هذه أسئلة قلقة، صاحبت الحداثة منذ نشأتها وإلى اليوم، وهو ما دلت عليه النقاشات بين فلاسفة التنوير، أولاً، حول مفاهيم الحرية والتقدم والعقلانية وغيرها، وثانياً، لدى المحافظين أو المضادين للحداثة (إيبورك، ودمستر..)، وثالثاً، بين نقاد الحداثة أو العقلانية الحداثية (هيدغر، النظرية النقدية..)، ورابعاً، بين فلاسفة ما بعد الحداثة والتفكيك وغيرهم. إقرأ المزيد