الإستيطان النجدي في بلد الزبير بن العوام ؛ حقائق تاريخية مستنبطة من تتبع مسار الهجرات النجدية وبناء المساجد والمحلات السكنية
(3)    
المرتبة: 18,508
تاريخ النشر: 15/03/2023
الناشر: دار لبنان للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:لعبت بلدة الزبير أدواراً مهمة في الأحداث السياسية والإقتصادية والعلمية والثقافية في منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي خلال القرون الخمسة الأخيرة . وكان للمهاجرين من منطقة نجد على وجه الخصوص ؛ الأثر الرئيسي في نشأة البلدة ، وعلى الرغم من ذلك لم يضحى تتبّع المسار التاريخي لظهور إسم بلد ...الزبير وللهجرات النجدية إليها ، وبناء مساجدها ومحلاتها السكنية في إنشائها وتطوّرها الاهتمام الكافي . وإلى ذلك ، فإن مراجعة التواريخ النجدية الحديثة منذ أول تاريخ المتمثّل بتاريخ أحمد بن بسام في بداية القرن الحادي عشر ( 1015 إلى 1039 ه ) حتى آخرها المتمثّل بتواريخ بن عيسى بداية القرن الرابع عشر ، يبرز الإلتحام الشديد بين نجد وبلدة الزبير ، يلاحظ بأن تعاملها كأحد البلدان النجدية . هذا وقد لوحظ في الآونة الأخيرة صدور عدد من المؤلفات التي كتبت عن الإستيطان والنجدي لبلدة الزبير ونشأتها ، لعل الملاحظة المشتركة عليها ؛ التباين الحّاد في تحديد تاريخ الإستيطان النجدي ونشأتها ، في حين يذهب الباحثين إلى أن الإستيطان النجدي ونشأتها قديمة تعود لنشأة البصرة القديمة أي قبل أكثر من الف وأربعمائة عام ( الباحثين ، 1431 ه ) ، في المقابل ، يطمئن الحميدان إلى أن الإستيطان النجدي ونشأتها كانت في بداية القرن الثاني الهجري ( الحميدان 1441 ه ) ، أي قبل ثلاثة قرون فقط ، في الوقت التي تستند فيه الغالبية العظمى من المصادر العراقية ، على مقولة النبهاني الذي اعتبر البناء العثماني لقّبه على القبر المنسوب للصحابي الزبير بن العوام في سنة 979 ه هي بداية الإستيطان النجدي ونشأة البلدة ( النبهاني ،1340 ه ) . وهنا يشيد الباحثان أنّه وعلى الرغم من كثرة المؤلفات السابقة من بلد الزبير التي تجاوز عددها الثلاثين مؤلفاً ؛ إلا أي منها لم يتعمّق في تناول تاريخ الإستيطان النجدي في البلد ويعطيها حقها من التحليل ، وربما يعدو ذلك إلى أسباب ذكرها الباحثان في مقدمة هذا الكتاب . ومهما يكن من أمر ، فإن هذا الإختلاف بين ما كتب عن الإستيطان النجدي لبلدة الزبير ونشأتها ، وذلك باستنباط أدلّة وبراهين وقرائن مستمَدة من المصادر المادية والوثائقية ؛ المخطوط منها والمطبوع ، أو الرواية الشفوية ، وصولاً إلى حقيقة تاريخ ذلك الإستيطان ونشأة البلدة ، وذلك من خلال التركيز على تحليل المسار التاريخي لأربعة جوانب أساسية متعلق بالإستيطان النجدي لبلدة الزبير وبنشأتها هي : 1- المسار التاريخي لظهور إسم بلد الزبير . 2- المسار التاريخي للهجرات النجدية إليها . 3- المسار التاريخي لبناء المساجد فيها . 4- المسار التاريخي لتأسيس محلاتها السكنية . أما منهجية هذه الدراسة فقد تمّ توظيف المنهجين التاريخي والوصفي التتبعي ، وذلك لتتبّع المسار التاريخي للهجرات النجدية المتجهة إلى بلدة الزبير ، ومن ثَمَّ تتبُّع المسار التاريخي لبناء المساجد فيها . وأخيراً تتبّع المسار التاريخي لتأسيس المحلات السكنية فيها . من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة التي يهدف الباحثان من خلالها تقديم حقائق تاريخية غير مسبوقة عن التحديد العلمي الدقيق لنشأة البلدة ، ومحاولة إظهار الدور الرئيس للهجرات النجدية في نشأتها من خلال تتبّع المسار التاريخي للهجرات النجدية وتتبّع بناء المساجد والمحلات السكنية فيها كشواهد مادية للتواريخ المهمة في نشأتها ونموّها ، وبذلك يتم كشف الغموض الذي لا زالت المصادر المتوافرة تختلف فيه اختلافاً كبيراً ، وعليه فإن هذه الدراسة إنّما تمثّل محاول للكشف عن جانب من الجوانب المهمة الذي لا يزال يكتنفه شيء من الغموض عن تاريخ هذه البلدة النجدية كعنصر مهم في تاريخ الجزيرة العربية والخليج العربي . إقرأ المزيد