أم المؤمنين خديجة الطاهرة عليها السلام
(0)    
المرتبة: 140,154
تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: دار المجد للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، أمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم، واسمه جندب بن هدم إلى أن ينتهي نسبها إلى عامر بن لؤي.
كانت خديجة بنت خويلد أم فاطمة الزهراء عليها السلام من أسرة أصيلة، لها مكانة وشرف في قريش، عرفت العلم والمعرفة، ...والتضحية والفداء وحماية الكعبة، وحينما جاء تُبع ملك اليمن ليأخذ الحجر الأسود من المسجد الحرام إلى اليمن، هبت قريش ومنهم خويلد لحمايته ومنعه عن ذلك.
وكان أسد بن عبد العزى جدّ خديجة عليها السلام من المبرزين في حلف الفضول الذي تداعت له قبائل عن قريش، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو غيرهم ممن دخلها من سائر الناس، إلا قاموا معه، وكانوا على من ظلمه حتى ترد مظلمته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد شهد في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو ادعى به في الإسلام لأجبت".
وكان ورقة بن نوفل ابن عم خديجة عليه السلام، أحد الأربعة الذين رفضوا عبادة الأوثان، وبحثوا عن الدين الحق، وكان من الأحناف يدينون الله على ملّة إبراهيم عليه السلام، وهم ورقة بن نوفل، وزيد ابن ساعدة وغيرهم ممن سخروا بالأصنام وعبادتها، واعتبروا ذلك جهلاً وضلالاً.
وحينما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف فقال: يا ابن أخي، أخبرني بما رأيت وسمعت، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ورقة: والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء به موسى عليه السلام، ولتكذبنه، ولتؤذينه، ولتخرجنه، ولتقاتلنه، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصيراً يعلمه، ثم أدنى رأسه منه فقبل يأفوخه، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله.
يفهم مما مرّ آنفاً أن خديجة كانت من الأسر العريقة المعروفة بالعلم والفضل، وكان ترددها على الحنيفة دين إبراهيم عليه السلام، ينتظرون دين الحق، وكانت تسمى في الجاهلية بالطاهرة، وقيل كانت خديجة بنت خويلد امرأة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم.
وكانت ذات نبوغ وشخصية شامخة قوية وخبرة بشؤون الحياة كافية تؤهلها لإدارة تلك التجارة الواسعة، ومن نبوغها وحدّة ذكائها ونظرتها البعيدة كان بإمكانها إدراك عظمة شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، وسموّ أخلاقه ومستقبله الزاهر قبل تكليفه برسالة السماء، فاختارته زوجاً لها دون الرجال ودون الشخصيات المرموقة الذين تقدموا لخطبتها والذين سبق أن ردتهم، بل هي التي تقدمت وعرضت نفسها ورغبت في الإقتران بالنبي صلى الله عليه وسلم، ورغم الفرق الشاسع بين حياتها المادية وحياته البسيطة، فقد عشقت شخصية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ومكارم أخلاقه وبذلت نفسها وما تملك قبل البعثة وبعدها، ومكنته من التصرف في أموالها، وبذله في سبيل الله والإسلام، والدفاع عن القيم الفاضلة.
وكان لأموال السيدة الطاهرة خديجة بنت خويلد سلام الله عليها الأثر البلغ، والركيزة الأولى، والمنعطف التاريخي الخطير في تثبيت دعائم الإسلام يومذاك وتقويته، إذ كان الدين الإسلامي برعماً، وفي خطواته وفي طور التكوين، وكان بأمس الحاجة إلى المال لتبليغ رسالة السماء وبلوغ هدفه، فقيض الله سبحانه لخدمة الإسلام السيدة خديجة عليها السلام وأموالها، وبفضل مالها تحقق الهدف الأول المنشود، فكان ركناً من أركان الإسلام، وقد أشار سبحانه وتعالى بهذه الآية: (ووجدك عائلاً فأغنى)... [سورة الضحى: الآية ٨]، أغناك بمال خديجة.
وقال صلى الله عليه وسلم: "ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة"، وما ثبت دعائم الإسلام إلا أموال خديجة وحماية شيخ البطحاء ونصرته، وسيف علي بن أبي طالب وجهاده المستميت [...].
وماذا يمكن أن يقال في المرأة الطاهرة خديجة بنت خويلد التي كانت قدمت النبي صلى الله عليه وسلم الدعم المادي والمعنوي...هناك الكثير في تلك المرأة الرائعة التي حقّ لها أن تكون القدوة للنساء المؤمنات.
وهناك حقائق مهمة عمل المؤلف على تكريس كتابه هذا لها، حيث يقول: "وقد تطرقت في بحثي هذا إلى حقيقتين مهمتين، درسهما التاريخ ولفقها ذي الأهواء الضالة، ولعب في تغيير مسارهما الوضاعين من المرتزقة [...].
الأولى الادعاء بأن السيدة خديجة متزوجة من رجلين من أعراب الجاهلية قبل اقترانها بالنبي صلى الله عليه وسلم... في حين أنها رفضت الزواج ممن تقدم لها من سادات قريش وزعماء العرب والفرية الثانية التي أحدثها الوضاعون هي، أن زينب، وأم كلثوم، ورقية رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجته خديجة عليها السلام، وبعضهم من يقول: أنهن بنات خديجة من زوجها السابقين كذباً وبهتاناً [...].
هذا بالإضافة إلى ذلك مواضيع كثيرة وردت في هذا البحث من مثل: عمر السيدة خديجة، كنيتها، أقوال العلماء في حقها، فضائلها ومناقبها، دين السيدة خديجة عليها السلام...
مقتطفات مما ذكره العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى، السيدة خديجة المثل الأعلى... أقوال بعض المستشرقين خديجة في بعض المصادر العربية...
إلى ما هنالك من محطات توقف عندها المؤلف مسلطاً الضوء على خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها. إقرأ المزيد