جمالية التركيب النحوي في النص القرآني
(0)    
المرتبة: 137,061
تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: دار ركاز للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:الوحي بالعربية والعربية بالوحي، طرفان لا فكاك لأحدهما عن الآخر، سبقت في الوجود، وهو تال في النزول، لكن لولاه لصارت في حكم المعدوم، به حفظت وما درست، واستطال بها الزمن وما طمست... ولا ضير فحفظها من حفظه، وخلودها من خلوده {إِنّا نَح هنُ نَزّل انَا الذِّك هَرَ وَإِنّا لَهُا لحَ ...فظون). [الحجر - الآية 7]
وقد ظل متكلمو تلك اللغة على سلائقهم، بفِطَرهم يفهمون ما يفهمون، وبها يذرؤون من الفهوم ما يذرؤون. ومع النصف الثاني من القرن الهجري الأول بدأت تلك السلائق في التحول، وتلك الفِطَر اللغوية في التغير والتبدل، فاحتيج إلى وضع علوم تستنسخ تلك السليقة وتحفظها، فتأسست بداية من نهاية القرن الهجري الأول فما بعده مجموعة علوم، اصطلح على تسميتها بعلوم العربية، كوّنت في مجموعها مرقاة لمن رام تعاطي نصوص الوحي قرآنا وسنة.
ولا يخفى على من له أدنى علقة بعلوم العربية، أن الجهل بها مدعاة لتحريف نصوص الوحي عن قصودها، وتحميلها من المداليل ما لا تحتمل نصوصها، فالجهل بها مناط الضلال، وموجب الزيغ والانحراف. وان من بين العلوم اللغوية التي لها مكين الاعتبار، ومتين الاقتدار، في ذا المضمار: علم النحو، إذ به تتحصل المعاني ( ...). على أن هذا العلم، على أصالة محتده، وسمو مقامه، وسني منزلته ضمن علوم العربية، فقد نُظر إليه في فترات من الزمن، على أنه علم، لا تكاد تتحصل مسائله، وتضبط قواعده، إلا بعد جهيد البذل، وإعمال وسيع الجهد، فهو علم من الصعوبة بمكان، خائض في التنظير، ضارب بجرانه في بيداء التجريد، نائيا عن وظيفته، متنكبا سبيل ما أصل من أجله، حتى وسمت علله بأنها أوهى من نسج العنكبوت. إقرأ المزيد