الدين وسياسة الدولة في بلاد الرافدين ، في ضوء النصوص السمارية ( 2800 ق.م - 539 ق.م )
(0)    
المرتبة: 101,328
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: بيت الكتاب السومري
نبذة الناشر:لقد طمح سكان بلاد الرافدين القدماء إلى سبر أغوار الكون الواسع، فاطلق العنان لخيالهم وعقلهم ليواكب أسرار الكون مدركاً ذلك الترابط بينه وبين الكون الواسع ومحققاً توازناً بين متطلبات عيشه المادية ومتطلبات وجوده الروحية والتي بلورها إلى فكر ديني منظم ترك أثراً واضحاً في سائر مفردات حياته.
لقد ارتبط تاريخ وحضارة ...بلاد الرافدين القديمة ارتباطاً كبيراً بالدين فارجع المجتمع تقدمه وتراجعه ومسار حياته الاجتماعية والإقتصادية والسياسية كافة إلى الآلهة حتى أن الفرد الذي يتأهل لأداء دور سياسي مهم في فن القيادة والحكم فإنه يعزو ذلك إلى ما يحسبه نظاماً إلهياً مطلقاً.
إن أقدم الوحدات السياسية التي نشأت في بلاد الرافدين هي دويلة المدينة وقد احتل المعبد فيها مكانة كبيرة حيث كان مركزاً لإدارة الدولة محققاً التلازم بين الحياة المادية العامة والحياة الدينية التي شكل اندماجهما أسس النظام السياسي في بلاد الرافدين.
لذلك صار المعبد المحور الأول في حياة سكان بلاد الرافدين ومنذ العصور المبكرة للإستقرار حيث لعب دور سياسياً وحضارياً في البلاد.
إن فلسفة نظام الحكم وأصوله في بلاد الرافدين كانت تقوم على عقيدة مفادها أن الآلهة هي التي تحكم الكون والإنسان وإن نظام الحكم والملوكية وجدت عن الآلهة في السماء ولكي تحكم الأرض فإنها تفوض أحد البشر ينوب عنها لذلك مهما توسعت السلطات الدنيوية وزادت من نفوذها كسلطة سياسية فإن ذلك لم يؤد إلى إلغاء السلطة الدينية بل بقيت الأخيرة تحتل مكانة بارزة في سلوك وأعمال الملوك، مما يؤكد أن التاريخ السياسي لبلاد الرافدين ينبغي أن يركز على ذلك العامل المؤثر فيه وهو الدين. إقرأ المزيد