دراسات في التحليل النحوي والتحقيق
(0)    
المرتبة: 150,513
تاريخ النشر: 23/08/2022
الناشر: مؤسسة دار الصادق الثقافية
نبذة الناشر:تُمَعَّدُ القواعد في اللغةِ العَربيَّةِ بِنَاءً على نُصوص القرآن الكريم واستقراء كلام العرب، ثُمَّ تُجمَعُ تلك القواعد في أبواب مُوزعة بحسب أقسام الكلام وهي الاسم والفعل والحرف، والنحاة في صياغتهم تلك القواعد يلتفتون إلى القوالب الشكليّة، والبناء التركيبي والعمل النحوي في النصوص الفصيحة من شعر ونثر، وهم يحاولون في المراحل ...الأولى لنشوء النحو العربي أن لا يَخْلُطُوا القواعد النحوية بعلوم أخرى تؤثر في صياغتِهَا، غير أن الأفق العلمي تغير في البلاد العربية يفعل الثقافات الوافدة إليها وخصوصاً الثقافة اليونانية، إذ عكف بعض العلماء على دراسة التراث اليوناني وتوظيفه في جُملةٍ من علوم العربية ومنها النحو، ومن أبرز العلماء في القرن الرابع الهجري أبو نصر الفارابي، إذ عَمَدَ إلى إدخال المفاهيم المنطقية والتحليل الفلسفي في دراسة قواعد العربية، فالطابع الغالب لمفهوم التحليل النحوي على كتبِ النِّحَاةِ القدماء هو تحليل الكلام الفصيح نثراً وشعراً لبيان القواعد النحوية والأبنية الصَّرفيَّةِ وغيرها. أما الأمرُ في كتاب الفارابي الألفاظ المُسْتَعْمَلَة فِي المَنْطِقِ) فجاء مختلفاً، إذْ عَمَدَ الفارابي إلى تحليل أسس تقسيم الكلام والقواعد النحوية، ودلائل الارتباط الجُمَلي في الكلام، أي أن التحليل النحوي عند الفارابي لم يتجه إلى نصوص من القرآن الكريم، أو إلى ما رُوي من كلام العرب لبيان حالاتها الإعرابية وقواعدها الصَّرِفيَّة، بل اتجه إلى أصل تلك القواعد.
وَحَلَّلَ الفَارَابِيُّ أَيْضَاً جُمْلَةً مِن مُصطلحات الحروف والأدوات الواردة في كِتَابِهِ (الألفاظ المُسْتَعْمَلَة في المنطق)، إذ يعتقد أن كثيراً من مصطلحات الحروف عند المناطقة تختلف عما هو عند النحاة.
والْمَعَ الكِتَابُ إلى أن معنى اللفظة في اللغة العربية بمفردها يختلف عن معناها في المستوى التركيبي، وهذا التعدد في معنى المفردة تابع لارتباطها بما قبلها وما بعدها من مُفردات وأيضاً يتعدد إعراب المفردة تبعاً للمعنى السياقي الذي ترد فيه، وهذا ينبعث من التكوين السياقي للتركيب النحوي الذي يقصده المتكلم، ويتولّد أيضاً من تعددِ فَهُم المُخاطب للنَّيِّ الذي يتلقاه ويستند تعدد الفهم هذا على أسس مترابطة لا يُمكن الفصل بينها من معنى مُعجمي ودلالي ونحوي.
وتَضَمَّن الكتابُ تَحْقِيقَ مَخطُوطَة بعنوان (رسَالَةٌ تَشفي العَلِيلِ فِي الكلام عَلَى مِثْلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الجليل للشيخ عبدِ اللهِ بنِ زَيْنِ الدِّينِ العَجْلُونِي (ت 1112هـ) دِرَاسَةً وَتَحْقِيق)).
إذ يُعَدُّ البَحْثِ فِي تَرَاتِ العُلَمَاءِ القَدَمَاءِ - وَمِنْهُم عُلَمَاءُ اللغَةِ- وَمُحَاوَلَةَ إِحْيَائِهِ وَبَعْثِهِ إِلَى النُّورِ بَعْدَ أنْ عَطَاهُ التّرابُ فِي الصَّنَادِيقِ القَدِيمَةِ أو فِي رُفُوفِ المَكتَبَاتِ وَاجِبَا عَلَى أَبْنَاءِ هذا الجِيْلِ وَفَاءً مِنْهُمْ لإسْلافِهِم فِيْمَا بَذَلُوهُ مِنْ خِدْمَةٍ لِلأُمَّة. إقرأ المزيد