النزاع على جبل لبنان ، الذاكرة الجماعية وحرب الجبل
(0)    
المرتبة: 14,985
تاريخ النشر: 01/01/2023
الناشر: أمم للتوثيق والأبحاث
نبذة الناشر:خلال القرنَيْن المنصرمَيْن، وفي أكثر من مناسبة، وقع الدروز والموازنة، وهما متّحدان مؤسّسان للبنان الحديث، في التصادم، ما جعل من اللّدَدْ سُمْعَة لصيقة بهم.
وفي هذا المضمار، تشكّل هذه الدراسة محاولة لقياس الأثر الذي كان للذاكرة الجماعية في تحديد مسار النزاع وطبيعته بين هذين المتحدَيْن في جبل لبنان، إبّان ما اصطلح ...على تسميته بحرب الجبل في العام 1982.
ولعلها المرة الأولى التي تسعى فيها دراسة من هذا النوع إلى الإضطلاع بإعادة نَظْم الأحداث التي اصطخبت بها حرب العام 1982، في بنية تأَتمر بالذاكرة الجماعية، معلّقة على اعتمادها هذا النهج أمل تحقيق فهم أفضل للنزاع كما للعواقب التي أرخى بها، ليس على المتحدَيْن الضالعَيْن فيه وحسب، بل على ما يتجاوزهما، وبخاصة على عملية التسوية اللبنانية ما بعد الحرب، لأهميتها القصوى.
وقد يكتنف هذا الفهم على جواز الإستعانة به وتطبيقه في مقاربة نزاعات متّحدية أخرى تستعر المنطقة بها.
وبالإضافة إلى ذلك، تنتفع هذه الدراسة، في بعض من أقسامها، بالتاريخ الشفوي لتسبِر الكيفية التي اعتمدتها الذاكرة الجماعية في تشكيل النزاع بين المتّحدَيْن، وذلك عبر إجراء مقابلات مع عدد من الرواة (سواء أقاموا في لبنان أو خارجه) المنضويين في كل من المتّحدَيْن الدرزي والماروني، الذين ضلعوا في النزاع أو شهدوا عليه، ويكشف هؤلاء الرواة بوضوح كيف أن هذا المتّحد أو ذاك يستدعي إلى الذاكرة صدامات ماضية.
ومن هنا، فإن قسماً من الدراسة سيعالج مسألة استعمالات التاريخ الشفوي في البحث التاريخي، متوقفاً عن التحديات والحسنات التي تحملها هذه الأداة إلى التاريخ اللبناني، بل إلى ما هو أبعد منه.
ومن جهتي، سأتفحّص تاريخ كل من المتّحدَيْن لأتبيّن كيفية تطوره وتفاعله مع الآخر في جبل لبنان بدءاً من القرن الثامن عشر، بهدف اكتشاف أنموذج يتكرر دورياً في تاريخ كل منهما.
ومن شأن الفهم الصائب لكيفية إدراك كل من المتّحدين لنفسه وللآخر أن يلقِيَ ضوءاً أوفر على الجذور الاجتماعية والسياسية الواقعة في خلفية نزاع العام 1982.
وبالتالي، سيكون من المناسب، لما للأمر من صلة وثيقة بالموضوع، استكشاف النزاعات السابقة بين هذين المتّحدَيْن، والتوقف قبل كل شيء عند ثلاثة منها: ذاك الذي امتد بين عامي 1840 و 1845؛ وذاك الذي شهده العام 1860؛ وذاك الذي عرفه العام 1958؛ وهي كلها نزاعات لا تزال الذاكرة الجمعية والنتاجات الخَطابية والأدبية الخاصة بكل من المتحدَيْن الخصمَيْن تُرجع صداها الواضح.
لم يُسْبَق حتى الآن، في الدوائر البحثية أقلّه، إلى السعي إلى كتابة سردية في حرب الجبل وفي الأحداث التي أدّت إليها.
ومن شأن سرد رواية، أو ربما روايات، العديد من الرجال والنساء الذين شاركوا في هذه الأحداث أو اكتفَوَّا بمكابدة سوء عواقبها، أن يشكّل مساهمة قيّمة في حقل علم التاريخ اللبناني، وبخاصة لما يكتنف عليه هذا النوع من السرديات على ما يساعد على عرض الحوافز الجوهرية، التي كانت السبب فعلياً في هذا النزاع، كما على ما يعين على الحَؤَّول دون نشوب نزاعات مشابهة له في المستقبل. إقرأ المزيد