تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: أفريقيا الشرق
نبذة الناشر:إنّ مقصودنا من ترجمة هذا الكتاب أن نقف عند توجه خطابي تركيبي للعلامة الفرنسي أوليفيي روبول يؤلف بين الإتجاه الحجاجي والإتجاه اللساني، عنيتُ الخطابة الجديدة لبيرلمان وتتيكا من جهة، وجماعة مو وبارت وجنيت من جهة أخرى.
يمكن وضع كتاب روبول داخل الفضاء الحجاجي النظري الأرسطي لما هو حدّ الخطابة بأنها "فنّ ...المقانعة بالخطاب"، لكنه يرفض الفصل بين هذين الإتجاهين اللذين ظهرا في الستينيات؛ فالإتجاه الأول ذو بعد حجاجي قوي، في حين أنّ الثاني يأخذ اتجاهاً يرتكز إلى الشعر القديم.
لنقل، إذن، إنّ الإتجاه الأول نفسَه غير مكتمل؛ فإذا هو كان مصنف عن الحجاج يصف أحسن الوصف مخططات الحجاج، فإنه يتنكر ويتجاهل الجوانب الإنفعالية للخطابة، أقصد الإمتاع والتهييج، والجمال والعاطفة، الأساسية للمقانعة.
والإتجاه الثاني أيضاً ناقصٌ قاصرٌ، ما دامت انحصرت هذه "الخطابة الجديدة" في البلاغة، وما احتفظت من البلاغة إلاّ بالتصويرات، فأهملت الإبداع الجزء الحجاجي في الخطابة.
ينبغي على الخطابة إذن أن تؤلّف بين الحجاج والأسلوب، أو قل بلغة روبول بين "الحجاجي والخطبي"، لأداء وظيفةٍ واحدة، وظيفةِ الإقناع.
لذلك جاء كتابه، بعد أن هو فرغ من الحديث عن الخطابة الإغريقية واللاتينية والمعاصرة، وأوسع القول في نسق الخطابة، وهو منهجٌ ما كان له أن يزيغ عنه، يزاوج بين الحجاج والأسلوب التصويري، فجعل عنوان الفصل الخامس الحجاج، وعَنْوَنَ الفصل السادس بعنوان التصويرات، ثم انتقل إلى أمثلةٍ عن القراءة الخطابية تناول فيها قصائدَ شعرية ونصوصاً فلسفية.
نرجو أن يفيد هذا العمل القارئ العربي، فيظفر منه بنظرية الخطابة وآلياتها الحجاجية، ويصير إلى إعمالها إعمالَ معرفة ودراية. إقرأ المزيد