تاريخ النشر: 16/06/2022
الناشر: منشورات المتوسط
نبذة الناشر:غزالة وابنها وحفيدتها، ثلاثة أفراد من أجيال متتالية في عائلة واحدة، من أقصى الهامش الاجتماعي والجغرافي، الذين تسحقهم أحداث كُبرى ما فوقية ومعقدة، تبدو ظاهراً بعيدة تماماً عن عالمهم.
لكنها حقيقة أحداث تتدفق إلى كل تفاصيل من حياتهم، تلاحقهم بجموح ولا تدع لهم أي مجال ليحظوا بفرصة للنجاة، ولو بأجسادهم وبشيء ...قليل من الطمأنينة.
في هذه الرواية نرى الهشاشة تلاحق المستسلمين لها، تصنع منهم ضحايا إلى أقصى الدرجات، وأياً كان مستوى سعيهم التخلي عن أكثر حاجاتهم بساطة وطبيعية، فإن ذلك لن ينجيهم من الإستمرار في شغل موقع الطريدة.
هنا يذهب رستم محمود إلى أسس التكوين النفسي والسلوكي الأكثر عمقاً و"أصالة" في ذوات أفراد المجال الاجتماعي الواحد، وهو اشتهاء ومحق الأفراد لمساحات الأفراد الأقل حصانة في ذلك المجال، حيث تُبدل الأحداث الكبرى جذور وجوهر شكل الحياة العامة في مكان الرواية.نبذة المؤلف:كان شيئاً لا تستطيع الكلمات أن تفسِّره: مجموعة من البشر في مكانٍ واحد، يتشاركون رَغْماً عنهم الطعام والمكان والوباء، يدفنون سويَّةً أحبَّة مُقرَّبين لهم، يتطلَّعون في بعضهم والدموع والحسرات تُغرق عينَي كُلٍّ منهم، ومع ذلك ليس فيما بينهم أيّ شكل من أشكال المودَّة أوالمؤازرة أوالمواساة. فما إن تنتهي ساعات الدفن والنواح، حتَّى يعود الجنود والخيَّالة إلى ما كانوا عليه من قبل، ويصير المُرَحَّلون مُجرَّد قطعان من البشر، يُفعَل بهم كلُّ شيء.
كان الناس هُناك يقومون بأفعال الحُزن والبُكاء والنُّوَاح كما لو كانوا يقومون بأيِّ شيء آخر، مثلها مثل الأعمال المنزليّة واليوميّة بالنسبة إلى السكَّان المحلِّيِّيْن، ومثل أمر عسكريّ بالنسبة إلى الجنود، وكتنفيذٍ للأوامر بالنسبة إلى المُرَحَّلين. كان الحُزن والبكاء قد صارا شيئاً عادياً، خالياً من جروح الوجدان والروح والعاطفة، التي تخلق أثراً لا يُمحى.
وإلّاَ، ما تفسير أن يتقاسم مجموع من البشر كَمَّاً مهولاً من الحُزن والألم، دون انجراف تامٍّ نحو الاحتضان والمواساة والمؤازرة؟ ما معنى أن تبقى الكراهية ومستوى العُنف مُحافظَيْن على رتابتهما ونوعيَّتهما بعد لحظات الهوان المُشترك تلك، وكأنه ليس من شيء مرئيّ وملموس وعميق يجمع هؤلاء البشر؟! إقرأ المزيد