حقيقة الغزو الثقافي وسبل مواجهته - قراءة في خلفيات الظاهرة وأبعادها من منظور إسلامي
(0)    
المرتبة: 280,618
تاريخ النشر: 17/05/2022
الناشر: ألفا للوثائق
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة المؤلف:إنّ العالم الإسلامي يعيش اليّوم تحوّلات كبيرة في مختلف مظاهر الحياة، وفي كثير من المجالات والقطاعات الحيوية، وما ذلك إلاّ بسبب تأثّر المجتمعات الإسلامية بمظاهر الحياة الغربية الفكرية منها والسّلوكية، فضلا عن تخلّيهم عن هويتهم الإسلامية بسبب الضّعف الكبير الذي حلّ بالأمة الإسلامية في مختلف الميادين، في الوّقت الذي شهدت ...فيه الدول الغربية تطوّرا كبيرا وملحوظا في جميع الميادين ( التّعليمية، والصّحية، والصّناعية، والتّقنية، والعسكرية، والاقتصادية) وهذا ما جعل المجتمعات العربية والإسلامية تحاول بلا كلل ولا ملل تقليد الأنظمة والمناهج الغربية بغية الوصول إلى ما حققه الغرب من إنجازات مادية وحضارية، لكن للأسف حدث عكس ذلك تماما حيث لم يستطع العرب والمسلمين بلوغ درجات الرّقي والتّطور الذي وصل إليه الغرب، كما لا يتمكّنوا من الحفاظ على هويتهم أمام موجات التغريب التي اجتاحت العالم الإسلامي وبخاصة في العقود الأخيرة التي شهدت تطوّرا ملحوظا في الاّتصالات الحديثة والتي مكّنت الشّعوب الإسلامية من الاطّلاع على منجزات الحضارة الغربية فضلا عن معاينة مختلف أساليب الحياة الغربية، وهذا ما فتح باب التقليد واسعا على تلك المنجزات والأساليب التي هي من أخص خصائص بالمجتمعات الغربية.
وما زاد من خطورة الغزو الثقافي على المجتمعات الإسلامية هو التّطور الرّقمي العجيب الذي يشهده العالم في السّنوات الأخيرة أين أصبح العالم قرية صغيرة ممّا جعل من السّهل جدا التّواصل بين مختلف المجتمعات والثقافات كما أصبح من اليسير جدا مشاهدة مختلف الثقافات السّائدة في الدول الغربية بدون أدنى مشقّة، وهذا الذي جعل كثير من المثقفين المسلمين ينبهروا بتلك الثقافات محاولين بذلك محاكاة ذلك النّمط من الثقافة بحجّة مواكبة العصر والموضة، وقد نتج عن ذلك تداعيات خطيرة على الهويّة الإسلامية حيث تعرّضت هذه الأخيرة لعدّة هزاّت خطيرة ولمحاولات متكرّرة من الطمس من قبل الغرب ومن قبل كذلك الحاقدين على هذا الدين سواء من الدّاخل أو الخارج.
وبالجملة فإنّ اختيارنا لدراسة هذا الموضوع بالذّات لم يكن عبثا بل كان مدروس بدقّة، إذ حاولنا من خلاله كشف اللثام عن العديد من القضايا المتصلة بهذا الموضوع، كما توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه في ظل الغزو الثقافي الذي يجتاح العالم العربي والإسلامي فإنّه من غير الممكن أن نبقى مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي من حروب ثقافية شرسة والتي تستهدف بالدرجة الأولى عزل المجتمع الإسلامي عن دينه وقيمه وعاداته وتقاليده التي نشأ عليها وهذا حتّى يصبح المجتمع الإسلامي جسدا لا روح ومجرّد دمية في أيدي الغرب، ومن ثمّ يصبح تابعا لغيره يسير على ما ساروا عليه بدون تعقل وبدون إجراء موازنات بين ما ينفعه وما يضرّه . إقرأ المزيد