تاريخ النشر: 17/05/2022
الناشر: ألفا للوثائق
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لقد قطعت المجتمعات البشريّة عديد الأشواط في مجالات الحياة البشريّة، لكن بالرّغم من هذا كلّه فإنّنا لا نكل ولا نمل من العودة للحديث عن بعض ملامح هذه الحياة الاجتماعيّة، وما يمكن أن تخفيه بين جنباتها من ظواهر أثقلت كاهل البشريّة، وأربكت فكر الباحثين المتمرِّسين، لتحتل الصّدارة ضمن إرهاصاتهم العلميّة وهواجسهم ...البحثيّة، نظرا لما تحمله من مضامين ولّدت وخلقت العديد من التّبعات ومسبِّبات، ليست قائمة بمعزل عن تشابك قوي مع ظواهـر أخرى ليست فقط ذات سحنة اجتماعيّة، بقدر ما يمكن أن تكون ذو منحى يصب عضد المجتمع ككـل.
هـو *الفقر* إذن، المشكلة الاجتماعيّة، الاقتصاديّة، فالسِّياسية المعروفة عالميّا، الشّغل الشّاغل للعديد من المؤتمرات العلميّة، والمحافل الدّوليّة، والمنظّمات العالميّة، والمصطلح الّذي لا يعرف الثّبات في مفهومه، نتيجة لاستخداماته المختلفة، غير منسلخة عن جلدة الانتماءات المذهبية والأيديولوجية، وحقيقة لا مفر منها لم ولن تندثر، والقاسم المشترك الأكبر بين المجتمعات البشريّة قاطبة، متفاوت في حجمه وطبيعته ومعدلاته وفئاته الاجتماعية المتضرِّرة منه، والظاهرة التي لها امتداد وتراكم تاريخي، لتصبح بذلك ظاهرة قديمة حديثة لا تعرف زمكانية محددة، حتى الدِّيانات هي الأخرى كان لها الحظ الوافر في محاولة معالجة هذه المعضلة، ظاهرة لها امتدادية شاسعة جعلت منها ليست مجرد حالة عابرة، بل وضعية لها معايير محدّدة، صنعت منها صورة واضحة بذات المجتمع.
أصبح *الفقر* بذلك يمثل أكبر التّحديات العالميّة التي تواجهها التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة معا، كونه العقبة الواقفة بوجه تطبيق التّنمية بنجاعة تامة؛ إذ أنّ “تصاعد الاهتمام بضرورة القضاء على هذه العقبة كان بعد اختتام القمة العالمية للتّنمية الاجتماعية في *كوبنها* سنة 1995، الّتي دعت إلى التزام عالمي بمكافحة الفقر وإزالة آثاره”، مع العلم بأنّ مع نهاية الثّمانينيات وبداية التّسعينيات “أصبحت الدّول النّامية تعاني من انخفاض مستوى الدّخل نتاج لأسباب متداخلة سواء داخليّة منها أو خارجيّة، الأمر الّذي أدى بها إلى الاقتراض الخارجي فعجزها عن سداد التزامها الخارجي”، وبالتّالي وقعت العديد من الدّول النّامية بمصيدة الفقر الشّائكة، لتصبح هذه الظاهرة أكبر تحديات هذا القرن، وهاجسه المؤرق الذي عكّر ويعكِّر صفو الشعوب، لذلك “فقد صدر عام 2000 أوّل تقرير مشترك بين هيئة الأمم المتحدة والبنك الدّولي وصندوق النّقد الدّولي ومنظمة التّعاون والتّنمية الدّولية تحت عنوان: “عالم أفضل للجميع“، والّذي يسلِّط الضّوء على موضوع الفقر على اعتباره أكبر تَحَدٍّ يواجه العالم”.
نفس الحال بالنِّسبة للوطن العربي، الذي لم يسلم هو الآخر من قهرية هذه الظاهرة التي عرفت انتشارا واسعا، خاصة بعد موجة الثورات الدّاخلية التي زحفت لعمق أنظمة هذه الدّول، مشكِّلة هوة على مستوى مجالات التّنمية بكل أنواعها بذاتها، ولما استفحلت هذه الثورات جسد هذه الدّول فإنّها قد تركت موضع أثر قد صاحبه العديد من المظاهر من مثل: التّهميش، البطالة، الفقر…، من دون أن نغفل مسألة الاختلالات التطبيقية لبعض السِّياسات التنموية الاقتصادية وطبيعة أبينة النّظم الاجتماعية لبعض الدّول، كلّها كان لها الدّور الرِّيادي في بزوغ واستفحال الفقر بهذه المجتمعات. إقرأ المزيد