الإحتراق الذهني لدى المرأة - صعوبات التوافق بين العمل والأسرة
(0)    
المرتبة: 354,098
تاريخ النشر: 17/05/2022
الناشر: ألفا للوثائق
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:يعد عمل المرأة بمثابة إسهام قيمي متماسك مع كل وثبة حضارية وفي نفس الوقت يعتبر من مسببات العيش الرغيد الذي يرصع الاستقرار الأسري بعد مساهمته الإجتماعية والإقتصادية المتعددة الأوجه، تمامًا كما يُشكل حصنًا جوهريا ضد الفقر والاستبعاد الاجتماعي في حياة الزوجين.
لقد أضحى عنصر عمل المرأة من بين المعايير الأساسية التي ...يعتمدها الرجل لإنتقاء زوجته وأساس يبني عليه لتكوين أسرته المستقبلية، لكن مع تحميل جميع المسؤوليات ذات الصلة بشؤون تسيير الشؤون المنزلية على ظهر المرأة (المهام العائلية، الحمل، الأمومة، إلخ) والتي تعد من المسببات التي مهدت إلى إمكانية نشوء توترات شديدًة الوقع، وجب إدارتها بالصبر والحكمة، خاصة في البيئة الاجتماعية التي تداوم على حصر من فرص التوظيف للمرأة. كما تتعزز الضغوط على الحالة النفسية للمرأة العاملة نتيجة الإعتلال الإداري في تنظيم العمل الذي يضمر من خلال لوائحه الداخلية كل ما يمت بصلة للعوامل النفسية والاجتماعية المرتبطة بالوسط العائلي (رعاية الأطفال الصغار، حالة الحمل، إلخ.).
ثم يليه إضافة متغير ظروف العمل وتأثيراته على الفرد من خلال المقاربة الاجتماعية والقانونية لمبدأ المساواة في الواجبات بين الجنسين في الأداء المهني، ففي القطاعات الإستراتيجية المختلفة، مثلا في القطاع الصحي الذي يفرض استمرارية العمل وتقديم الخدمات الصحية من خلال نظام عمل الدوام المتواصل، حيث لا تستبعد فيه مشاركة المرأة في العمل بنظام المناوبات أو في العمل الليلي، والذي بدوره له إنعكاساته السلبية على الحالة الصحية لهذه الفئة من عمال الليل وتراكم العواقب السلبية من النواحي النفسية والاجتماعية في حياة الزوجين أو الأسرة.
استنطاقا لواقع الحال، فإننا نستدل بالمؤشرات الإحصائية التي تفرزها مصالح طب العمل أو الصحة والسلامة المهنية التي تشير إلى الطلب المتزايد من طرف الموظفات في القطاع الصحي العمومي من أجل تعديل أوقات العمل أو الإعفاء من المناوبة الليلية بالنسبة لفئة الطبيبات والممرضات. عموما، فهذه الطلبات تكون مرفقة بملف طبي وتحت عنوان تشخيصي المشاكل النفسية أو اضطرابات عقلية، وهي كلها مؤشرات تعبر عن ماهية وجه المعاناة التي يستقصيها الاستجواب الطبي المعمق الذي يفصح عن طبيعة منشأها من إشكالية صعوبة التوافق بين متطلبات الأسرة والالتزامات المهنية.
من ناحية أخرى، لا يمنح نوع تنظيم العمل في المؤسسات المهنية مهما كانت طبيعة نشاطها لهذه الأسباب من المعاناة النفسية تفهماً حقيقيا، كما ظلت لوائح العمل غامضة للحلحلة هذا النوع من شكاوى العاملات أو الموظفات، مما يُقيد الجهات الفاعلة والمهتمة بالمحافظة على الصحة النفسية في الوسط المهني لإتخاذ القرار المناسب للتكفل بالحالات في الوقت الملائم ومرافقتها نفسيا واجتماعيا، حتى لا تفقد المؤسسة عمال أكفاء يحضون بأقدمية مهنية معتبرة وتفادي خسارة استثمار حكومي في الموارد البشرية. إقرأ المزيد