أزمة المفاهيم في الثقافة الجزائرية المعاصرة
(0)    
المرتبة: 508,407
تاريخ النشر: 17/05/2022
الناشر: ألفا للوثائق
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إن صلاح المجتمع مرتبط بصلاح تفكيره، وصلاح تفكيره لا يكون إلا من خلال وضوح مفاهيمه ودقتها، وقدرته على إبداعها وتوجيهها، ولهذا لا يختلف اثنان على أن المفاهيم هي مفاتيح العلوم والفكر، ولهذا تحتاج أية انطلاقة فكرية إلى ضبط مفاهيمها، لأن أية نهضة ثقافية أو حضارية لابد أن تبنى على مفاهيم ...معينة تعكس توجهها وتحدد هويتها، وهو ما انتبه إلى أهميته الرعيل الأول من الفلاسفة العرب كالكندي والفارابي وابن سينا والغزالي عندما سعوا إلى نحت المصطلحات وتحديد المفاهيم والتعريف بها من خلال كتبهم في الحدود والرسوم، ولعل الخوارزمي كان أكثر دقة عندما سمى كتابه مفاتيح العلوم، لأن المعرفة في النهاية ما هي إلا مجموعة من المفاهيم.
ومما لا شك فيه أيضا أن قضية المفاهيم تحيلنا إلى جملة من القضايا الفكرية والحضارية التي لها اهتمام مباشر بالإنسان وواقعه وقضاياه، فالكثير من المفاهيم تغيرت دلالتها، وتوسعت أو ضاقت ماصدقاتها، وتكمن خطورة المفاهيم في أنها تنشأ في بيئة أو مجتمع ما وتفرض نفسها على باقي المجتمعات، وتكون مشحونة إما بمضامين فكرية وفلسفية، وإما بخلفيات إيديولوجية وثقافية وعقائدية، تجبر العقل على أن يعتمدها كمفاتيح معرفيّة للفهم أولاً، ولإيصال أفكاره ثانياً، كما تتدخل في فهمنا للعالم والأحداث والأفكار من حولنا، وتساهم في التأثير على خياراتنا وقناعاتنا وسلوكاتنا، ولهذا تحتاج الكثير من المفاهيم إلى وقفات جدية لتحديد مواضع الخلل فيها وإعادة بنائها، وطرح مفاهيم بديلة.
ومادام لكل عصر مفاهيمه احتاج المجتمع الجزائري إلى إعادة النظر في بناء مفاهيمه، وفق تصورات وأهداف واضحة، خاصة وأن المجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات العربية يعيش أزمة تحول تجلت في فوضى المفاهيم التي انعكست على خارطة الحياة الفكرية والثقافية والسياسية الراهنة، هذا الخلط الذي أدى إلى غموض في الرؤية الفكرية التي تسمح بتطور المجتمع وتنميته. إقرأ المزيد