تاريخ النشر: 01/01/1982
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يمكن اعتبار كتاب "تاريخ البيهقي" من أهم الكتب التاريخية في تاريخ الأعيان لمؤلفه أبو الفضل محمد بن حسين البيهقي (ولد سنة 385ه / 995 م – وتوفي سنة 470 ه 1077م ) عاشر أهل العلم والأدب في نيسابور، والتحق بالعمل في ديوان الرسائل كتلميذ لأبي نصر مشكان رئيس ...الديوان في عهد محمود الغزنوي و "السلطان مسعود"، وقد افاد من عمله بالإطلاع - كما يقول البيهقي "في كتابة الرسائل السياسية التي كانت توجه من السلطان إلى الخليفة أو من السلطان إلى الملوك الآخرين أو منه إلى حكامه في الأطراف". هذا الإتصال المباشر بسياسة الدولة أتاح للبيهقي أن يكون رجل سياسة من الطراز الأول يحكم تحرير الرسائل ويُحسن فهم معانيها ما ظهر منها وما بطن.
لذلك كله يد كتابه من أهم الرسائل السياسية الإسلامية، وأكثر من تاريخ دولة أو بلد بالمعنى المعروف "إنما هو حديث رجل سياسي عن حياة الملوك الذين عمل معهم وعما كان يجري في الشؤون الداخلية والخارجية". وبهذا قال البيهقي نفسه، ويؤكد على ذلك المؤرخ بارتولد: "وإذاً فلدينا صورة قوية عما جرى في البلاط الغزنوي أيام السلطان مسعود وعن طرائق الحكم في الدولة التي أنشأها سبكتكين ومحمود الغزنوي، صورة ليس لدينا ما يماثلها عن اي عصر آخر في القرون الوسطى الإسلامية. فالبيهقي صادق حين يقول إن هذا التفصيل الذي يتصف به كتابه لا يتوفر في كتب التاريخ الأخرى التي اقتصر أصحابها على نبذ وجيزة من أن ملكاً فتح بلداً يوم كذا وأن حرباً أو صلحاً قد تم وهكذا ...". وفضلاً عما ذكره البيهقي عن حوادث التاريخ السياسي فإن القارىء في كتاب البيهقي يرى بياناً عن العادات والنظم التي كانت شائعة في العصر الغزنوي مثل الإحتفال بالأعياد الإسلامية كعيدي الفطر والأضحى وبالأعياد الفارسية كعيد المهرجان ففيه يجلس السلطان للمعايدة ... وغيرها. أيضاً يذكر البيهقي في كتابه أنه كان لمحمود الغزنوي ولدان في سن واحة، من أمين، وهما مسعود ومحمد، وكان يؤثر ولده الأول واختاره ولياً لعهده ... إلى آخر ذلك من أحداث ووقائع ومشاهد العصر الغزنوي. إقرأ المزيد