العلامة الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتسري
(0)    
المرتبة: 193,047
تاريخ النشر: 14/04/2022
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:إن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ الشريعة الإسلامية حتى تقوم الساعة، ولتحقيق هذه المهمة العظيمة قيض علماء ربانيين ودعاة مخلصين مجاهدين في الله حق جهاده في كل عصر ومصر، على مرّ الزمان وتتابع الأجيال، الذين آمنوا أعمارهم في سبيل خدمة الإسلام، وميّزوا الصحيح من السقيم، وفرّقوا بين الحق ...والباطل، فأقاموا الحق حقّ إقامة، وكشفوا الغبار عن وجهه، وأماتوا الباطل، وبيّن للناس حقيقة بكل الوسائل والأساليب الممكنة، فجاء هذا الدين خالياً من شوائب الكفر والإلحاد، مطهّراً من أنجاس البدع والشركبات، منزّهاً عن أدناس التّرَّهات والإنحرافات من هؤلاء العلماء في شبه القارة الهندية؛ شيخ الإسلام أبي الوفاء ثناء الله الأمر تسري (1485هـ / 1868م - 1367هـ / 1948م).
تلقى الشيخ العلوم من المدارس الثلاثة: أهل الحديث، وشيخه هو الإمام محمد نذير حسين المحدث الدهلوي (ت 1334هـ / 1902م) والحافظ العلامة عبد المنان الوزير آبادي (1334هـ / 1916م)، والمدرسة الثانية هي جامعة دار العلوم ديوبند، والمدرسة الثالثة للبريلوية، وهي فيض من العلوم كانفور.
وبعد الفراغ من التحصيل العلمي عكف على التأليف والتحقيق والمناظرة، والدعوة والإرشاد، والإفتاء، والإصلاح، فألف أكثر من 165 كتاباً ما بين صغير وكبير ومطوّل ومختصر، وأصدر مجلة أسبوعية باسم "أخبار أهل حديث" أمر تسر، تصدّى فيها للردّ على المذاهب الباطلة والفرق الضالة من الهندوس، وآرية سماج، وسناتن دهرم، والقاديانية... وغيرها إلى جانب مناظراته العلمية ومناقشاته الحادة مع هذه الفرق على مرأى من الناس ومشهدهم، وركّز على الأخص - على النحلة الخارجة عن الإسلام: القاديانية، ومؤسسها الميرزا غلام أحمد القادياني الذي ادّعى النبوة، وأنكر الثوابت، ووضع من الخزعبلات والخرافات ما يندى له الجبين؛ فردّ عليه الشيخ رداً قوياً حاسماً مصحوباً بالأدلة القاطعة والبراهين الواضحة، حتى عجز هو وأتباعه عن الإجابة عنها، ولم يستطع القيام أمامها، ودعا علناً طالباً من الله تعالى أن "يموت الكاذب في حياة الصادق بمرض الطاعون أو الكوليرا "فاستجاب الله فمات الميرزا، وعاش الشيخ الأمر تسري حوالي أربعين سنة بعد موته.
وفي آخر عمره عام 1947 انتقل إلى باكستان بعد التقسيم الجغرافي بين الهند وباكستان.
لقد كان للشيخ مساهمة كبيرة فعالة في جميع المجالات من التصنيف والتحرير والمناظرة والردّ على الفرق الضالة، لما كان يتمتع به من ذكاء عجيب وفطنة خارقة، وتقديراً لجهوده العظيمة، وآثارها الملموسة في العالم الإسلامي كله؛ قام العلماء بتأليف الكتب حول سيرته ومآثره وآثاره.
من هؤلاء المهتمين بهذا الموضوع الشيخ الدكتور مقتدى حسن الأزهري، مؤلف هذا الكتاب، الذي كتب مقالات عديدة قيمة عنه في مجلة "صوت الأمة" بنارس، تبحث عن سيرته وجهوده في مختلف المجالات وما تميز به الشيخ مقتدى عن غيره من العلماء أنه كتب هذه المقالات بالعربية، ليعرف بشخصية الشيخ أبو الوفاء ثناء الله تسري وبمآثره المجيدة لدى العلماء العرب لأول مرة في الهند.
ونظراً إلى أهمية هذه المقالات وقيمتها العلمية تم جمعها وترتيبها وإخراجها في أحسن صورة وأجمل حلّة، في هذا الكتاب وإلى ذلك، فقد كان صاحب هذه المقالات العلامة الدكتور مقتدى حسن الأزهري عالماً كبيراً، وأديباً بارعاً، وكاتباً مجيداً، ومربياً مخلصاً، ومدرساً ناجحاً، وإدارياً محنكاً، متحلياً بالخلال الحسنة والسجايا الكريمة والخصال الحميدة، لم يكن له هم سوى نشر العلم وتدوينه وجمعه، وكان يضرب به المثل في الجد والمثابرة والبحث والتحقيق، والتأليف والتصنيف، وجهوده مبثوثة منثورة في بطون المؤلفات وأحشاء المجلات، وذخائر المكتبات، وتلاميذه منتشرون في أكناف العالم، يخدمون الدعوة والدين في جهات شتى وميادين عديدة.
وبالعودة هذه لمحة عن محتويات الكتاب: مقدمة تبين أهمية الموضوع، وترجمة للمؤلف الدكتور مقتدى حسن الأزهري، ثم مؤلفاته: بالعربية، وبالأردية، ومترجماته إلى العربية من الفارسية.
ليتم الإنتقال إلى التعريف شيخ الإسلام أبو الوفاء ثناء الله تسري وجهوده في مقاومة القاديانية، وصدى جهوده في العالم العربي.
ثم تسليط الضوء على كتابه: "مقدس رسول" الذي يمثل نموذجاً فريداً للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والعودة مجدداً إلى كتابه "مقدّس رسول".
وأخيراً الحديث عن المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار وثقافة الحوار على ضوء كتابه "تقابل ثلاثة" للآمر تسري. إقرأ المزيد