الاندلسيون الهورناتشيون ؛ من المراقبة إلى العقاب
(0)    
المرتبة: 71,972
تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: منشورات باب الحكمة
نبذة الناشر:هذه الوثائق التي نسعى إلى نشرها اليوم، ووضعها بين يدي الباحث الأكاديمي، وبين أيدي المتأمل في الماضي الأليم للجماعة المسلمة الأندلسية المنصّرة التي عُرفت بـ "المورسكيين"، لا تختلف كثيراً عن مجموع الوثائق التي نشرت من قبل.
كما لا تختلف كثيراً عن مجموع النصوص المتضمنة في الدراسات التي تطرقت إلى أشكال مراقبة ...هذه المجموعة البشرية وعقابها، بحيث تمكن من الإطلاع على التجربة المتميزة للهورناتشيين في مقاومتهم للدولة الإسبانية والكنيسة الكاثوليكية، إلى جانب ذلك تبين مظاهر تعاملهم مع الأندلسيين من مناطق أخرى وتفاعلهم معهم.
وهذا ينم عن أهمية الأرشيف الإسباني في هذا الموضوع، في ظل إنكفاء الوثائق العربية المعّبرة عن المرحلة اللهم بعض الشذرات القليلة، نتيجة للحصار الذي فُرض على مسلمي الأندلس بعد سقوط غرناطة، و"الحنق الثقافي" الذي عانوا منه بسَبب ما مورس عليهم من مراقبة وعقاب.
إضافة إلى أن اضطراب الأوضاع العامة وطبيعة حيوات الناس عصرئذ حال دون وجود تدوين تاريخي أندلس للمرحلة.
ومن ثمة، تظل الوثائق الإسبانية - المسيحية المصادر المعول عليها في هذا المصطلح، وإذا كانت الوثائق المذكورة تعبر عن رأي الطرف الغالب وتجربته ومتعلقاته، فإنها تحمل معها صوت الطرف المغلوب؛ أي ذلك المقصي والمضطَهد والمرَاقب والمَعاقب والمطرود.
وكأننا في هذه الوثائق تقف أمام صوتين؛ صوت إيجابي حامل وصوت سلبي محمول، صوت رئيسي مهيمِن وصوت ثانوي مقاوِم ومناوئ.
هذه الجماعة البشرية تتمتع بخصائص متميزة، تجعلها مختلفة عن غيرها من الجماعات الأندلسية المنصّرة والمهجّرة سواء أثناء وجودها بإسبانيا من حيث القوة والشجاعة جنب التضامن والإتحاد الشيء الذي استشعرت خطورته الدولة الإسبانية ومؤسساتها، أو من خلال استقرارها بالمغرب الذي انتقلت إليها انتقالاً جماعياً حاملة معها إليه تراثها الثقافي والنضالي في الآن نفسه، وميلها إلى الإستقلال الذاتي، دون إغفال تميزها بقوتها الإنتاجية.
ففي عهد الملكين الكاثوليكين إصبيلا وفرنتدو، وقبل صدور ظهير التنصير والتعميد لسنة ١٥٠٢، كانت بلدة هورناتشوس أكبر مركز للمدجنين تابع لتاج قشتالة، وكانت تدفع للدولة مبالغ مالية أكثر مما كان تدفعها باقي المناطق المسلمة الخاضعة لِأبلة.
والجدير بالذكر أن منطقة إشترمدورة حيث توجد هورناتشوس، استقيلت جانباً من المطرودين من مملكة غرناطة عقب الثورة الكبرى في جبال البشرات التي انتهت بانتصار الجيش الإسباني وهزيمة الثوار الذين سعوا إلى استعادة مملكة غرناطة.
وعليه فإننا نطمح إلى تقديم ذخيرة توثيقية للقارئ العربي، ومادة خصبة للدراسات والبحث، أو للتأمل والإستفادة الأدبية والتاريخية، من هنا ارتأينا أن ننشرها مصحوبة بدراسة لتقريبها إلى الأفهام والمدارك. إقرأ المزيد