فسيفساء أفامية - في متحف الفن والتاريخ الملكي في بروكسل
(0)    
المرتبة: 143,231
تاريخ النشر: 25/03/2022
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:بُنيت أفاميا ما بين عامي (300 - 299 ق. م.) على هضبة مستوية واسعة تطل على وادي نهر الأورونت (العاصي) الأوسط من قبل سيلوقوس نيكاتور (المنتصر) [أحد قواد الإسكندر المقدوني الذين تنازعوا على إرث إمبراطوريته]، وبعد غزو الرومان لسورية على يد القائد بومبة Pompée (63 ق.م.) أصبحت أفاميا تابعة ...لروما.
في عام 115 للميلاد، دمّرت مدينة سلوقوس المنتصر بزلزال مدمر، وأعيد اعمارها في فترة امتدت طيلة القرن الثاني الميلادي، حيث أُنْجزَ مشروع مخطط معماري ضخم تأكدت خطوطته الرئيسية بوضوح بعد أعمال التنقيب والترميم التي تقوم بها البعثة الأثرية البلجيكية، بالتعاون مع جهود مديرية الآثار العامة في السنوات الأخيرة.
وإلى هذا التاريخ - القرن الثاني الميلادي - يعود في الحقيقة إنشاء الشارعين المعمدين الرئيسيين في المدينة الكاردو Cardo [الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب، وطوله نحو 2 كم، والذي أعيد نصب قسم ن أعمدته في المتحف الملكي للفن والتاريخ].
والديكومانوس / Decummands [هو الشارع الرئيسي الذي يمتد من الشرق إلى الغرب]، وإلى هذا التاريخ يعود أيضاً إنشاء الساحة العامة، أو الآغورا Agora، والمسرح، والجزر التي تقوم على جوانبها بيوت السكن.
وقد كانت أفاميا مدينة ذات اقتصاد مزدهر، وقامت فيها حياة ثقافية مزدهرة ذات اشعاعات مميزة؛ وذلك على مدى سنوات عديدة، حيث مثلت المكان الذي بزغت فيه الفلسفة الأفلاطونية الجديدة وذلك في القرن الرابع، والتي أسسها الفيلسوف جامبليك، ولكن أهمية أناميا لم تتوقف في عهد الإمبراطورية الرومانية الأخيرة نتيجة تجزئة إدارية لمقاطعة سورية المجوفة / Syria- Coelé (غومام 415م) حين ارتقت لتصبح عاصمة ولاية سورية الثانية (سريا سوكوندا / Syria Secunda) في القرن السادس في عامي (526 و 528) على التوالي سقطت أفاميا ضحية زلزال مدمر، واستفادت من جهود اعمار سورية المنكوبة كلها في عهد الإمبراطور جوستنيان (527 - 563).
إلى هذا التاريخ يعود إنشاء الكاتدرائية التي اشارت بسجادات فسيفساء مثلت أحلى لوحات فسيفساء في تلك الفترة وإلى الآن؛ وقد شكلت أعمال عهد جوستنيان في إعادة الإعمار آخر مرحلة من مراحل ازدهار هذه المدينة التي اجتاحها الفرس في عام (573م) ثم في عام (613م)، ثم جاء الفتح العربي بعد ذلك في عام (638م)، لتفقد أفاميا بعد ذلك، شيئاً فشيئاً أهميتها في العصور اللاحقة، ثم هجرت نهائياً في القرن الثاني عشر بعد لزالزين عنيفين مدمرين في عامي: (1175- و 1170(، ومع أن عدد كبير من الرحالة من الأوروبيين الغربيين قاموا بزيارة خرائب المدينة؛ فإنه كان على أفاميا أن تنتظر حتى عام (1928م) لتنتعش ذكراها من جديد، مع فكرة القيام عن الكشف عن هذه المدينة بشكل علمي منهجي، فبين عامي (1930 و 1938م) جرت سبعة محاولات للتنقيب عن المدينة وآثارها، وذلك من قبل علماء بلجيك، حيث جرى في تلك الفترة على اقتسام اللقى الأثرية، أي ما يتم العثور عليه من آثار أثناء محاولات التنقيب.
وكات الحصة الثمينة من اللوحات الفسيفسائية السجادية من نصيب، والتي تعرض اليوم في بروكسل، حيث تم رفع هذه السجادات من مواقعها التي وجدت فيها على شكل ألواح، تبلغ مساحة كلٍّ منها حوالي (2 متر مربع)، وقد أعيد ترميمها بفضل عمل عالم الآثار جان لاهامي الدؤوب والدقيق، والذي اتبع فيه أساليب رفع الآثار بشكل علمي ومنظم، ولم تزل عمليات التنقيب، التي تأتي على فترات، كل فترة يمتد عمل التنقيب فيها على مدى ستة أسابيع إلى شهرين في كل عام.
ومنذ عام 1965م، وعمليات التنقيب المنظمة هذه، تكشف عن نتائج مشجعة في محابل الكشف عن مزيد من آثار تلك المدينة الرائعة أفاميا.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتحدث عن روائع أفاميا الموجودة في متحف بروكسل، من تأليف عالمة آثار بلجيكية هي "جانين بالتي" التي لا تزال تشارك زوجها عالم الآثار "جان بالتي" في استكمال عملية التنقيب عن آثار أفاميا.
والكتاب يتضمن معلومات مفيدة وممتعة تنير بعض جوانب هذه المدينة العريقة في القدم. إقرأ المزيد