نظرية المعرفة والعلوم الإنسانية ( جملة العلاقات الممكنة بين نظرية المعرفة والعلوم الإنسانية )
(0)    
المرتبة: 83,822
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار الحامد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تعتبر نظرية المعرفة من المباحث الفلسفية الكبرى، إضافة إلى مبحث الوجود والأكسيولوجيا، ولهذا كان النسق الفلسفي منذ الإغريق يؤكد على حضورها الإلزامي في بناء نظامه الفكري، ومن ثم تحقيق أبعاده وغاياته الرئيسية المتمثلة في الحقيقة.
ومن هذا المنطلق، فإن نظرية المعرفة لم تكن واحدة متجانسة وثابتة بل على العكس من ذلك ...اتسمت بالتغيير، التعدد والإختلاف من مرحلة زمنية للأخرى، وإن التغير في هذه النظرية يرجعه الكثير من المفكرين إلى ذلك التطور الهائل في مجالات المعرفة وبالخصوص في المجال العلمي والتقني.
وإن هذا التغير كذلك صاحبه تطور كيفي ونوعي في أسس وقواعد وميكانيزمات وقيم وأخلاقيات وأبعاد هذه البشرية، وإنطلاقاً من هذا المجال فإن نظرية المعرفة هي بمثابة احتواء وتعبير عن ابستيميات العصر الذي وجدت فيه، وفي نفس الوقت تعتبر نظرية المعرفة بمثابة نقطة اتصال وتواصل بين الخطابات العلمية والخطابات الفلسفية.
ومن المعروف أن نظرية المعرفة مرت بمرحلة أساسية في تاريخ الفلسفة تتجلى من خلال النمط المتمثل في علاقة الذات بالموضوع.
ويعتبر كانط هو الممثل الحقيقي لهذه النظرية في شكلها الجديد، إذ حاول وتحت تأثير سلطة تطور العلوم الطبيعية وبالخصوص فيزياء نيوتن أن يخلص هذه النظرية من جوهرها الميتافيزيقي إلى ما هو علمي مركباً بين ما هو عقلي وما هو حسي.
وهكذا لقد جدد كانط عندما أدخل البعد الإنساني في هذه النظرية والمتمثل في دور الملكات كوسيلة لإدراك المعرفة، وبالرغم من ذلك الصراع الواضح بين الذات والموضوع في هذه النظرية الكانطية، إلا أن كانط لم يحسم الأمر بخصوص هذه العلاقة فتارة ينتصر كانط للذات وتارة أخرى نجده ينتصر للموضوع، إلا أنها آثارت في تنظير فوكو للعلوم الإنسانية، لأنها ليست كما يؤكد فوكو للتفهم، بإعتبارها تنتمي إلى عصر جعل من نور الفهم قاعدة أساسية لإكتساب المعرفة. إقرأ المزيد