مفاهيم فلسفية ؛ مبادئ كتابة الإنشاء الفلسفي
(0)    
المرتبة: 139,009
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار الأمان للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:يحدث أن يستغرق الدور كل شخصية الفرد فيذوب داخل الدور الذي يؤديه، ويفقد عقوبته وحريته ليصبح خاضعاً لدور محدد بشكل مسبق، وقد يصبح خاضعاً تابعاً لسلطة دولة استبدادية تفرض عليه قيمها واختياراتها، وفي الحالتين معاً فإنه يفقد ماهيته كشخص.
في هذه الوضعية تصبح الحياة الاجتماعية شبيهة بمسرحية، يقوم فيها الأفراد بأداء ...أدوار محددة مسبقاً، يصبح القناع سيد الممثل يسود الإستلاب والتمثيل والنفاق بأداء أدوار محددة مسبقاً، يصيح القناع سيد الممثل يسود الإستلاب والتمثيل والنفاق الاجتماعي، ومن ثم يصبح الحديث عن تحرر الشخص أمراً يفرض نفسه في بناء الذات والتصالح مع كينونتها الحميمية والحقيقية...
فما يميز الإنسان العظمي حقاً في نظر هيجل هو كونه يحمل على عاتقه هوى يتجاوزه هوى يهم الجميع مثل هوى الحرية وحب الإنسانية، فليست جميع الأهواء تتعارض مع الأهداف الخاصة للعقل، فالعظماء هم الذين يعبرون عن إرادة الشعب، ويحملون أفكاراً ومثلاً جديدة، إنهم في الواقع أدوات يستعملها عقل الشعب لوعيه من أجل تحقيق أهدافه، وهم من الشعب يستمدون سلطانهم وإلهامهم وقوتهم، فالشعب يتعرف عليهم ويعترف بهم...
وهكذا فإذا كان الفرد العظيم يسعى إلى تحقيق مصيره الخاص، فإنه بدون أن يعرف ذلك يخدم هدفاً يتجاوزه...
وهكذا فالحرية لا توجد إلا في مواقف، الإختيار يفترض دائماً شيئاً سابقاً عليه، يكون على الحرية أن تعمل على التعامل معه، فكل اختيار تقوم به لتحديد أسلوب حياتنا، لا بد من أن يقوم على معطيات سابقة أو مواقف معطاة أي في تفاعل بين الذات وما يوجد خارجها، وحتى عندما يتوصل المرء إلى التغلب على الماضي، فإن ذلك لا بد وأن يأتي ثمرة لمجاهدة وصراع، ولذلك يقول مبرلوبونتي إن الحرية الإنسانية ليست حرية مطلقة بل حرية مجاهدة مكافحة...
العادات الاجتماعية كما يرى برجسون تتصف بالإلزام، ولا يلبث الفرد حين يتردد أمام أحد الواجبات أن يجد نفسه أمام الصيغة وإنه الواجب، الشيء الذي يكفل الإمتثال وأبعاد التردد، ويبدو أن هذه العادات تعمل في إتجاه المحافظة على وحدة المجتمع وتضامن أفراده، كما تضامن خلايا الجسم في القيام بأعباء الكائن الحي - أما الأخلاق الإنسانية فهي ليست امتداداً لمصدر الأخلاق الاجتماعية، فحب الإنسانية مكتسب إما عن طريق الدين أو الفلسفة، فالفلاسفة مثل الرسل يوجهون العقل إلى تقدير الكرامة الإنسانية والإعتراف بحق الجميع في الإحترام القائم على المحبة المتبادلة...
الفكر يقتضي الحوار والإعتراف بالآخر، وأسلوب الإقناع عوض الإخضاع، فالعنف كما يقول إريك فايل لا عقلي إنه نقيض الكلام والحوار والمعنى، ومن ثم فإختيار العقل هو الذي يسمح بتحقيق الأعنف "إن الفيلسوف يريد أن يختفي العنف من العالم، فهو يعترف بالحاجة ويقبل الرغبة، ويتفق على أن الإنسان يظل حيواناً مع كونه عاقلاً، لكن ما يهم هو القضاء على العنف فمن المشروع أن ترغب فيما يقلل من مقدار العنف الذي يدخل حياة الإنسان، ومن غير المشروع أن ترغب فيما يضاعفه... إقرأ المزيد