تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار مكتبة الحياة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعتبر مسكويه، مصنف الكتاب، من علماء القرن الخامس الهجري، وبالتحديد من المخضرمين، الذين عاشوا أواخر الرابع وأوائل الخامس، ولقد وصف هو نفسه العصر الذي عاش فيه بأنه عهد "مشايخ الملوك". وقد برع مسكويه في علوم عصره وذلك بفضل ما توفر له من الخزائن العلمية وقبلاً بفضل نفسه التواقة إلى ...العلم.
وموضوع كتابه الذي نقلب صفحاته هو السعادة حيث توسع في هذا الكتاب مناقشة هذا الموضوع الذي كان قد ناقشه مختصراً في كتابه "ترتيب السعادة" و "الفوز الأصغر" فالسعادة عند مسكويه تعادل النعيم السرمدي، لذا كانت غرضه الأول في التهذيب وخاصة في مقالاته الثالثة والرابعة والخامسة، هذا وإن أول ما بلغت النظر في الكتاب هو عنوانه، فهو عبارة من معادلة أحد طرفيها إيجابي والآخر سلبي. فالطرف الإيجابي يتناول بناء صناعة الأخلاق على حد تعبير "مسكويه نفسه" ووضع الهيكلية العقلية والمنطقية لها، ويصدق على هذا الطرف عنوان: تهذيب الأخلاق، أما الطرف السلبي، فإنه يتناول تحصين هذا البناء ورفع عوامل الفساد عنه وإبعاد أسباب الوهن عن كيانه ويصدق على هذا الطرق عنوان: تطهير الأعراق، والأمر الثاني الذي يلفت النظر، هو ما التزم به "مسكويه" نفسه من "غرض الكتاب" فقد حدد الغرض بقوله: "أن نحصل لأنفسنا خلقاً حسناً" يطبع سلوكنا فتصدر عنا "أفعال كلها جميلة بلا تكلف ولا مشقة" بل بصناعة ودراية، ووفق ترتيب علمي، يبدأ مسكويه الكتاب بمنهجية مترابطة متآلفة، مدرجاً مادة الكتاب ضمن مقالات سبعة كانت على التوالي، في تعريف النفس، في الأخلاق والطبائع، في الفرق بين الخير والسعادة، في أعمال الإنسان، في أنواع المحبة، في الأمراض النفسية، في الطب النفساني، والأمر الثالث الذي يلفت النظر في الكتاب انه عمله "لمحبي الفلسفة خاصة لا للعوام" وأنه اطلع على كتب الأوائل، أرسطو وأفلاطون وجالينوس، وسقراط وأبقراط، وتأثر بأولهم حسب ما صرح، وكان أميناً على العلم وعلى النقل كما صرح هو بذلك.
والأمر الأخير الذي يلفت النظر أن "مسكويه" وضع قواعد فلسفة أخلاقية حديثة، ليست نظرية محض، ولا عملية محض، بل هي وسط بينهما تهدف إلى الوصول لارقى أنواع الحياة الفكرية والسلوكية لدى الإنسان، هذا وان القيمة العلمية، بل التربوية لهذا الكتاب، حقيقة راهنة تنبه لها الشيخ محمد عبده، الذي كان يدرس الكتاب للخاصة من طلبة الأزهر في بيته. إقرأ المزيد