لورانس العرب في الحرب والسلم ؛
مختارات من كتاباته العسكرية
(0)    
المرتبة: 57,786
تاريخ النشر: 19/01/2022
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:كان توماس ادوارد لورنس محارباً مثيراً للجدل، ومخططاً عسكرياً لامعاً، ومحللاً سياسيّاً محنكاً، وفيلسوفاً ومغروراً دائماً، نظراً إلى شخصية المعقدة والملوّعة بالتناوب، وكان طول حياته كاتباً ضليعاً وملمّاً بالنثر البديع، وعاد إلى الأضواء إلى حدٍّ ما في الوقت الحالي؛ إذ يحاول صانعو السياسة والقادة العسكريون الغربيون إعادة اكتشاف بعض ...الفهم الذي طوّره في فن حرب المتمردين في الظروف الثقافية الخاصة بالجزيرة العربية فبات كتاب "Seven Pillars of Wisdom" [الأسس السبعة للحكمة] عملاً يستعين به كثير من ضباط الجيش الذي يسعون حينها من أجل إرساء النظام في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في آذار / 2003، فيجري اقتباس تأملاته السياسية التي ظهرت لأول مرة في كتاب [الشرق المتغيّر / The Changing East] بصورة متكررة: "يجب أن نكون مستعدين لرؤيتهم يفعلون الأشياء بأساليب تختلف تماماً عن أساليبنا، وبجودة أقل؛ ولكن في المبدأ، من الأفضل أن يفعلوا نصف ما نفعله على أن نفعل لهم ذلك بطريقة مثالية".
لكن يصعب هذا الأمر على مؤسسة سياسية متمّرسة في الإدارة والتجانس، وحسّاسة تجاه العالم المراقب لها عند كل منعطف.
على أي حال، يجب أن يُفهم ما كان يكتبه في هذا السياق من منظور مقاربته الأكثر سفاهة اللاحقة في التفكير المؤسس إلى حدٍّ ما، كما هو مبيّن في كتابه المعنون: [دارسك النقود / The Mint].
فالحقيقة تكمن تكمن في أن يروى عن لورنس، مثل الكتّاب العظماء كلهم، أكثر مما يُفهم، ولا يمكن فهمه بصورة كاملة من خلال كتابه [Seven Pillars] وحده، إذ وجدت كثير من الكتابات التي تم جمعها هنا في هذا الكتاب بصورة أكثر نضجاً واعتباراً.
مع ذلك تقدم مجموعة هذه الكتابات، التي تغطي تكتيكات الحرب المتطورة وتأملاته المريرة عن السلم في أحيان كثيرة، لورانس في أكثر حالاته تلقائية.
إنها ركيزة أساسية لحكمته التي نشأت خلال تلك السنوات، ولا يمكن فهم إسهاماته الفكرية في كل من الحرب والسلم بشكلها الصحيح إلا في ضوئها.
وبالعمل عبر آليات خلق تمرد ضد القوات التركية في الحرب العربية 1916 - 1918، توصل لورانس إلى مبادئ مكافحة التمرد الفعّالة.
لقد تكلم عن التجربة القاسية إخفاق حركات التمرد عبر مواجهة العدوّ في عقر داره، بل يسحبه إلى الخارج مثل المطاط، وأعرب عن تقديره أن عمليات التمرد نادراً ما تهزم العدو بمفدرها؛ لكنها قد تحرم العدوّ الإنتصار إلى ما لا نهاية تقريباً؛ في حين أن القوات الأكثر تقليدية؛ سواء أكانت عسكرية أم سياسية، ستعمل على إلحاق الهزيمة به.
إذا كان يتأمل اكتشاف [سون تزد / SUN TSU] ذلك الأمر، فقد كان مع ذلك متقدماً إلى حدٍّ ما على (ماوتسي تونغ / Mao Tse)، أو (هو شي منه / Hochi Minh) أو [تشي غيفار / Che Guevara] في فعل ذلك، فهو لم يتلق تربية عسكرية رسمية، واستهان بالكتّاب العسكريين الذين صادفهم، ولم يتمّرس إلا في حملات الأقدمين.
وعام 1917، بعد بعض الكوارث الوشيكة، "اضطر إلى التعرف فجأة لإيجاد معادلة فورية بين قراءتي الكتب وحراكاتنا الحالية، ونجم عن إنجازه العسكري تقديره التكتيكي الغريزي لوضعه".
قدّر لورانس بصورة غريزية الآلية التي يجب أن يتسم فيها التمّرد بالحنكة السياسية كي يتسنى له النجاح، الأمر نفسه ينطبق على مكافحة التمرد.
إن إضفاء الشرعية السياسية على قوات مكافحة التمرد في بلد أجنبي يستفوق وقتاً وصبراَ، ويمكن هزيمة هذه القوات على نحو أكثر فعالية بسبب افتقارها إلى فهم المجتمعات التي ستحميها أكثر من أي قدر من العنف من جانب المتمردين.
فالفهم يعني كل شيء، إنه ليس بالضرورة تزويقاً لفظياً لمقاربة ناعمة في حفظ الأمن، فمكافحة التمرد قد تقتضي إجراءات صارمة، لكن إذا لم يتفق دوافعها مع فهم السكان المشروع، فسيكون لـ "حفظ الأمن الناعم" نتائج عسكرية أيضاً؛ ويتفوقه عليهم كلّهم؛ أدرك لورانس أن الأدب يوفّر مثل هذا الفهم على نحو أفضل من الكتيّبات.
في الواقع باتت مساعي صباه الشخصية لإعداد الكتيبات أدباً بحدّ ذاتها، مع ذلك، إذا كانت البصيرة والألمعية المنطوقيات في هذه المراسلات والمقالات التي يضمها هذا الكتاب خالدتين فعلاً؛ فإن هذه الميزة تظهر عندما توضع هذه الكتابات في سياقها التاريخي الخاص فقط، وهذا ما يفعله هذا الكتاب [...].نبذة الناشر:لا تزال أفكار لورانس العرب مهمة ومناسبة رغم كتابتها منذ أكثر من سبعين عاماً.
تتضمّن هذه المجموعة اللافتة تقارير لورانس من الصحراء في زمن الحرب، إضافة إلى كتاباته اللاحقة التي يحاول فيها التعامل مع عواقب الحرب في ظروف السلام.
دليلٌ قيّم يعرض سيرة ذاتية لمؤلفه قبل أن يصير شخصية عالمية شهيرة بمدة طويلة. ويقدّم لنا الرجل، قبل الأسطورة، الذي يكتب بطلاقة وحيوية. إقرأ المزيد