تاريخ النشر: 11/01/2022
الناشر: الدار المنهجية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تنصرف هذه القراءات إلى العناية بتراثنا العربي القديم، وفق ممارسة لسانية حديثة تمثل محركاً لمرتكزات التفكير والإشتغال عند الباحثين المعاصرين في التعاطي مع مجمل الخطابات، لدوافع تحمل هاجساً في مساءلة التراث ومنطلقاً في فحص الرؤى العالقة بهذا الإتجاه، بالإعتقاد على صناعة لها محدداتها وموجهاتها في تفسير قواعد الإستعمال ودلالات مقاصده.
فإن ...كانت المناهج اللسانية الأخرى لها مفاتيحها في النظر إلى اللغة وجوداً وفاعلية، فإن النظرية التداولية فيما تقوم عليه من مؤسسات وآليات تمثل لحظة استعادة في النظر إلى اللغة تحليلاً ورؤية في إطار الكلية دون تشطير أو تقسيم محكوم بمفاتشة النصوص بنيوياً فحسب، محاولة من منظور المؤسسين في تشكيل عقل لا ينفلق في أسيجة اللغة ويعيش الإرتهان إلى منطق الدال والمدلول، بل التحول في القراءة نحو الحفر في المحتوى المعرفي الذي يمثله المتكلم من أداة انتاج للأفكار في حقل التاريخ والفكر والدين والسياسة والأدب هو المنطق والمبتغى في منظومة التواصل.
وهو مسلك استرفد منه الباحثون المعاصرون ممارساتهم التحليلية المختلفة في قضاء تمثله الرغبة الذاتية كشفاً ومساءلة كمقاربة المقدس بوصفه بنية لغوية لها منطقها الإعجازي أو الطواف فيما قدمته الثقافة العربية من حقول معرفية مختلفة بياناً وبرهاناً وعرفاناً وفق منطق الجابري، لأن المخيال الذاتي للعقل العربي هو حملة تشكلها تصورات واعتقادات ترتبط بهذا الدافع أو ذاك، لتنتج في النهاية مركزاً لا ينازعه هامش في النظر والتدقيق.
ومن ثم حاولت هذه الدراسة رسم إطار تطبيقي آخر، يبتغي استثمار آليات المنهج التداولي وتطبيقها على نصوص مختلفة تارة، وتجلية الطرح التداولي موضوعاً وتأليفاً تارة أخرى، بغية الوصول إلى معطيات انجازية تسعى إلى فحص التراث وتكشف عن عميق أسراره وجماله، بمناطق إبداعيه مختلفة كـ (الكفاية التداولية في شرح ديوان المتنبي لابن جني المسمى بالفسر، والإخفاق التداولي في درة الغواص في أوهام الخواص للحريري) أو التحري عن أحكام قيمية انطلقت من إطار اجتماعي لتكون فيما بعد حاكمة على اللغة استعمالاً وتداولاً كـ (القبح معياراً تداولياً عند النحاة العرب)، والتأدب في التخاطب معياراً لتمتين العلاقات بين الأفراد وإنجاحاً لعملية التحاور كان البحث "استراتيجيات الخطاب في مبدأ الوجه تأصيل وتطبيق" مثالاً لأحد تلك المبادئ في منظور "غرايس" مستهدفاً نظرات تراثية باب القول في هذا التطبيق، وصولاً إلى الممارسة العقلية الموسومة بـ (العلة) بوصفها رياضة ذهنية يحكمها عقل فاعل يجيد التفسير والإستنباط والقياس ويستشعر الأنس الذي تناله النفوس عند معرفة ثبوت الحكم لعلة ما، في دراسة موسومة بـ "العلة النحوية من منظور تداولي".
خاتماً هذه الدراسة بقراءة حجاجية للخطاب السياسي عند الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية، سعياً في إبراز البلاغة الإقناعية عند أحد أهم المصنفين في هذا الميدان.
وتوجيه العناية إلى الاهتمام بتلك المدونة من التأليف (الآداب السلطانية) التي لم تلق مزيداً من الدراسة والتأمل وفق التلقي اللساني الحديث. إقرأ المزيد