تاريخ النشر: 08/12/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:لقد قضت حكمة الله تعالى ، عزّ وجل ، أن لا يترك الناس فوضى يغتال قويّهم ضعيفهم ، وذو العقل منهم مسلوبه أو ضعيفه فوضع لهم قواعد لحفظ النفس والمال ، كما وضع قوانين لحفظ الدين والنسب والعقل ، وأطلق لذوي العقول الراشدة بين حرية التصوّف في أموالهم وأنفسهم ...في الحدود التي بيّنها والأحكام التي سنّها . كما قيّد الضعفاء وفاقدي الإدراك والمفسدين في أموالهم لقواعد تختلف عن القواعد التي وضعها لذوي الأهلية وأرباب العقول ، كل ذلك ، فضلاً منه ورحمة . وقد عُني أئمة المسلمين ومَن سار على نهجهم من الفقهاء بتفصيل تلك الأحكام واستنباطها من ذلك النظام الكلّي الذي اشتمل عليه القرآن الكريم والسُنّة المطهّرة عناية كُتبن لهم بها وبغيرها من صالح أعمالهم . فدوّنوا أحكام المحجورين وأحكام الأولياء في كل نوع من أنواع التصرفات مراعين فيها مصلحة أولئك المحجورين بقدر الوسع والطاقة . وهنا يشير المؤلف بأنّه رأى أن النظر في أموال اليتامى وغيرهم من عديمي الأهلية أصبح منوطاً في تلك الآونة ، زمن تأليف هذا الكتاب في أواخر القرن التاسع عشر ، في مصر التي كان فيها الحكم آنذاك ملكيّاً ، رأى أن ذاك الأمر أصبح منوطاً بجهات خاصة تسمى المجالس الحسبية ، وأن هذه المجالس تطبّق على الموضوعات التي تعرض عليها أحكام الفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة ، رضي الله عنه ، ( مبيّناً بأنّه وإن كانت غير ملزمة بذلك بنصوص أو جبيته كما الحال في المحاكم الشرعية ) جرياً على ما كان متّبعاً من قبل أيام كانت هذه الأعمال من اختصاص القضاة ، واتباعاً لما هو في حكم المقرر بحسب العادة من أن مذهب الإمام أبي حنيفة هو المذهب الرسمي للبلاد ، من هنا وجد المؤلف ، كما يذكر ، من نفسه باعثاً على وضع كتاب يجمع شتّى تلك الأحكام ، ويكون وحده مغنياً تلك المجالس في جميع الموضوعات التي هي من اختصاصها . من هذا المنطلق وضع كتابه ، لتأدية ما فرضه الدين على أهله من الخدمة العامة للمسلمين ، متوخياً تقديم ما تستحق الأمة من أبنائها ، وقد رتّبه ضمن أبواب ، تمحورت حول المواضيع التالية : 1- باب الحبر ، 2- باب الأولياء ، 3- تصرفات الوحي : البيع والشراع ، 4- باب الحمل ، 5- باب المفقود ، 6- القضاء وأقسامه ، وكان قد استهلّ كتابه بالحديث حول إختصاص المجالس الحسبية ، وتبع ذلك مقدمة اشتملت على دراسة حول : 1- الأهلية ، 2- أهلية الوجوب ، 3- أهلية الأداء ، 4- عوارض الأهلية ، ما تتحقق به الأهلية . إقرأ المزيد