الإشارة إلى سيرة المصطفى وآثار من بعده من الخلفا ؛ بحاشية الحافظ البرهان سبط ابن العجمي - لونان
(0)    
المرتبة: 89,780
تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: دار الحديث الكتانية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لقد كان في اهتمام السلف بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبتفاصيلها؛ في بيته ومسجده، في يقظته ومنامه، في غضبه ورضاه، في سراياه ومغازيه، وفي جميع أحواله بارزاً، حيث كانوا يتحرونها بدقائقها وتفاصيلها، بألفاظها ومعانيها، كيف لا! وهو النبراس الذي استقوا منه الخلق الكريم، والنهج السليم، والرأي الحكيم، والمنهاج ...القويم، الذي مدحه العظيم، فقال وهو أصدق القائلين ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾... [سورة القلم: الآية 4].
ومما يدلّ على الإعتناء الفائق للسلف بالسير والمغازي: ما ذكره الخطيب عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: "كان أبي يعلّمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويَعُدُّها علينا وسراياه ويقول: "كان أبي يعلّمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بنيّ هذه - مآثر آبائكم فلا تضيعوها".
وكذلك ما روي عن عليّ بن الحسين رضي الله عنهما أنه كان يقول: "كنا نعلم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلّم السورة من القرآن".
ولم يكتف المهتمون بحياة النبي الكريم بسرد حياته وسيرته مجرّدةً؛ وإنما تجاوزوا ذلك إلى دراسة كل جانب من جوانبها، وتفصيل من تفاصيلها؛ فمنهم المعتني بمغازيه، ومنهم من ألف في شمائله، ومنهم من كتب في معجزاته، ومنهم من ألف في خصائصه، ومنهم من اهتم بسيرته الشاملة وعرضها في سياقٍ خبريٍّ متسلسل، وهكذا.
وما زال العلماء في دأب من العمل، ينتقون من السيرة العطرة تلكم الأحوال النبوية فألفوا في مولده، وخصائصه ومعجزاته، وأوصافه.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي عمد الشارح فيه إلى الإعتناء بمؤلَّف جليل القدر في هذا الباب قد ذاع صيته، واشتهر اسمه، ونفع الله به الناس، الخاصة قبل العامة وهو: "الإشارة إلى سيرة المصطفى، وآثاره من بعده من الخلف"، وصاحبه الحافظ الهمام، الذي تخرّج به وعلى يديه حُفّاظ الدنيا في عصره، انتهت إليه الرياسة في علم الحديث، أشهر من نار على علم، صاحب الدراية والرواية، "أبو عبد الله مغلطاي بن قليج"، وهو كتاب كان قد طبع سنة 1996م، إلا أن محققه، وقد حاز فضل السبق في هذا العمل - اعتمد على نسخ ليست بذات قيمة علمية، وبعضها يعتريه النقص، وعليه يمكن القول بأن المستجد بالنسبة لمحقق هذه الطبعة هو قيمه النُسَخ التي اعتمدها، وهي إحدى عشرة نسخة خطّية قيمة، ومنها نسخة قُرِئَت على المؤلف وعليها خطه، وباقي أوصاف النسخ أتى على ذكرها المحقق في مقدمة هذا الكتاب.
إلى جانب ذلك، فإن كتاب الجاحظ مغلطاني يمثل مرحلة مهمة من التأليف في فن السيرة النبوية، والتي حظيت بإهتمام وعناية العلماء، فكانت مرجعاً ومصدراً لكثير ممن وُلّيَ هذا الشأن؛ بل لمن عاصره وتتلمذ على يديه من كبار الجاحظ، فقد تلقّاها العلماء بالقبول، فإذا كانت السير قد وضعت للعامة؛ فهذه أُلّفَتْ للعلماء.
أما منهجه، فقد ذكر الحافظ مغلطاني في مقدمته أنه أراد تلخيص سيرة المصطفى من كتابه: "الزهر الباسم" كثيرة الفوائد، عارية عن الشواهد، منتخبة بغير إكثار، حاوية على مقاصد الكتب الكبار، من غير إخلال في الإختصار.
ولم يكتف الجاحظ بسرد أحداث السيرة النبوية الشريفة، سالكاً في ذلك طريق القصد والإيجاز، وإنما أعقب ذلك فصلاً في بيان أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته الخَلّفيّة والخُلُقيّة، ومن بعده سَرْدٌ لتاريخ الخلفاء، مصدّراً لذلك بمراجعه ومصادره فيه.
والحافظ في كتابه هذا قد سلك مسلك ابن هشام في ترتيب الأحداث والوقائع التاريخية، وخالف بذلك ابن سعد، والذي عقد للسيرة باباً منفرداً، ثم المغازي، والوفود، وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ومتاعه وغير ذلك.
هذا من جانب ومن جانب آخر، فإن عمل المحقق جاء على النحو التالي: 1- توثيق اسم الكتاب ونسبته لمؤلّفه، 2- بيان أهمية النسخ هذا الكتاب في قيمه في نسخه من الحفاظ والمقابلات على أصول المؤلف، ولهذا كانت هذه الطبعة من الكتاب ذات قيمة علمية فريدة، 3- النسخ الخطية المعتمدة للعناية بهذا السفر الجليل، 4- سماعات الكتاب. إقرأ المزيد