تاريخ النشر: 05/07/2021
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:من الواضح الذي لا يحتاج إلى بيان وبرهان أن مسار البشرية هو في حالة تكامل وترقٍّ علمي وعقلي من مرحلة إلى مرحلة، ويستطيع أي ناظر أن يلحظ التطور العلمي للبشر المتزايد عصراً بعد عصر، بل يحده كل إنسان في عمره العادي ما بين أوائل العمر ومنتصفه، والبشرية هي بهذا ...هذا النحو في تقدمها وتطورها.
هذه الرؤية تقتضي أن تكون الرسالات السماوية غير ثابتة على مستوى واحد وإنما تخاطب البشرية بحسب مراحلها المتطورة، فما كان من العارف والعقائد في أيام نبي الله إبراهيم يختلف عما وصل إليه البشر أيام النبي موسى عليه السلام، وهو بلا شك مختلف عما سيصير إليهم ويصل إليهم أيام خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
من هذا المنطلق، يأتي هذا الكتاب الذي يدور حول الديانات الموجودة بين البشر، ويقسمها إلى ثلاثة أقسام؛ ما كان منها سماوي المنشأ بالتحقيق والتأكيد، وما كان يتعامل معه على أنه كذلك؛ ولذا تلحق اتباعه أحكام أصحاب الديانات السماوية، وما لم يُعلم أن له منشأ سماويّاً، أو عُلِمَ بعدم وجود منشأ سماوي له.
في القسم الأول يسلط المؤلف الضوء على اليهودية والمسيحية والإسلام، وعلى نبي كل رسالة من هذه الرسائل، مستهلاً باليهودية والنبي الرسول المرسل موسى عليه السلام، وبالكتاب الذي اختصب به اليهودية الثوراة، مبيناً التحريف الذي حصل له من بعد موسى عليه السلام، لينتقل من ثم إلى المسيحية والحديث عن نبيها المرسل عيسى عليه السلام، ومبيّناً الأشكال الذي تتعرض له الديانة المسيحية في تغييب كتابها السماوي الأصلي من جهة، ومتحدثاً حول التغيير الذي أدخل في أصولها لتغدو حافلة بعقائد غريبة عنها.
وأخيراً، يتناول المؤلف دين الإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم النبي المرسل، متطرقاً إلى سيرته صلى الله عليه وسلم من أهم مراحلها، ملقياً من ثم النظرة على مبادئ الإسلام، كما بلغها النبي صلى الله عليه وسلم بما أوصى الله تعالى بها إليه، منتقلاً من ثم إلى استعراض المذاهب الإسلامية ومسلطاً الضوء على المواقع الجغرافية التي يشغلها المسلمون في أصقاع الأرض في الزمن الراهن مشغلين بكليّتهم الأمة الإسلامية، لينتقل المؤلف من ثم في القسم الثاني إلى الحديث حول ديانيتين، جاء تصنيفهما لديه على أنهما سماويتين، على الرغم مما يكون قد طرأ عليها خلال فترة زمنية، حددها، من تغيرات ضاعت منها المبادئ الأساسية لها، وهما الصائبة والمجوس، مسلطاً الضوء على النبي الشهيد يحيي بن زكريا الذي يعظمه الصائبة غاية التعظيم.
وحول الديانة البوذية المنتشرة في قارة آسيا تم تخصيص القسم الثالث من هذه الدراسة، حيث يعرض المؤلف لشيء من حياة مؤسسها بوذا إلى أنه ليس هناك من قرائن تشير على كونها سماوية، من مثل وجود سمات وجود وحي من السماء وقرائن نبوة، مناقشاً بعض الإدعاءات التي طرحت لتأكيد أنها سماوية، من خلال إدعاء وجود وحي ونبي، بالإضافة إلى الديانة البوذية استعرض المؤلف الديانة الهندوسية المنتشرة في الهند، باعتبارها تمتلك ذكر عدد من الأتباع، مسلطاً الضوء على بعض مبادئها وأفكارها حول الكون والإنسان.
إلى جانب ذلك، عمد المؤلف إلى القاء نظرة على أنبياء الله عليهم السلام واستعراضهم من لدن سيدنا آدم "أبو البشر" إلى زمن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم عارضاً لشيء من قصة بدء الخليقة من خلال الحديث عن آدم عليه السلام، ولم يغفل أن يذكر في ثنايا هذه الدراسة الحديث حول حاجة البشرية إلى الدين في عصر العلم في يومنا هذا، إذ هناك من يتوهم بأنه لا حاجة للبشرية إلى الدين في ظل عصر العلم.
هذا وتجدر الإشارة إلى توقف المؤلف عند المسائل التي تتقاسمها الديانات السماوية بما يشكل عناصر مشتركة فيما بينها، وبما أن أبو الأنبياء هو إبراهيم عليه السلام حيث يشكل في دعواته ومبادئه قاسماً مشتركاً للديانات السماوية الثلاث، فقد خصصه المؤلف بحديث حول تناول من خلاله شخصيته وسيرته وصحفه وشريعته أيضاً.نبذة الناشر:الديانات الموجودة ثلاثة أقسام؛ سماوية المصدر قطعاً، وما يتعامل معه على أنه كذلك، وما ليس كذلك، ومن القسم الأول اليهودية والمسيحية والإسلام، مع دراسة حياة أنبيائها وكتبها...
ومن الثاني الصابئة والمجوس ويتناول الموقف الإسلامي منهما، ومن الثالث: البوذية.
كما تناول خريطة سريعة لبعض الرسل والأنبياء المعروفين من زمان أبي البشر آدم إلى نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله.
ولأنه حول الديانات فكان مهماً أن يتناول الحاجة للدين في عصر العلم، وقد لاحظ الكاتب وجود مشتركات بين الديانات السماوية لكن ذلك لا يعني قبول التعددية الدينية بالمعنى العقائدي، نعم هي صحيحة بالمعنى الإجتماعي... إقرأ المزيد