تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: دار الجيدة للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:الرواية غواية حقيقية، لهذا يذهب نحوها الكثيرون، وإن غير مسلحين في بعض الأحيان، الرواية قوة تسحبنا نحوها حتى أصبحنا نتماهى معها لدرجة أنها تحولت إلى وطن آخر، غير الوطن المسيح الذي عهدناه والمحكوم بمجموعة من الضوابط التي علينا أن ننصاع لها إذا أردنا العيش إجتماعياً، لكن الإقامة في هذا الوطن ...البديل، وطن الرواية، ليست أمراً هيناً كما يتبدى للكثير من الكتاب الذين اختاروا السكن فيه.
لهذا فإن هذا الوطن الورقي يمكن أن ينتفض ضدنا في أية لحظة من اللحظات وتصبح، بدل مواطنيه، ضحاياه ورماده.
نريد أن نكون سعداء في هذا الوطن اللغوي، حق مشروع، لكن لهذه السعادة إشتراطات مسبقة، ليست مستحيلة ولا مرهقة، لكنها ضرورية، بالضبط، هذا ما دفعني أنا والدكتورة رزان إبراهيم، للتفكير ملياً في هذه الإشتراطات، من خلال خبرتين متقاطعتين، خبرة الروائي والمشرف على عدد كبير من الورشات والخلوات الكتابية، وخبرة الناقد الروائية المنصتة عن قرب لتحولات النص الروائي العربي والعالمي.
هذا الكتاب هو خلاصة لهذه اللحظة المشتركة التي تحكمها المعرفة والإبداع، لحظة تأملية في مواطنة الرواية والإنتساب إليها، لأن الأمر هنا ليس توريثاً كما يحصل في الأوطان العادية، فأنت تولد في أرض، من مسار سلالي معين، تنتسب لها تلقائياً ثقافياً ودينياً وحياتياً، سواء أكنت أمياً أو عالماً، مثقفاً أو جاهلاً، مسالماً أو طاغية، غنياً أو فقيراً، الأمر تحصيل حاصل ولكن مواطنة الرواية، أو الوطن البديل أمر آخر، شديد الصعوبة من حيث كونه بعيداً عن التوريث وآلية الإنتساب، فهو أولاً وأخيراً إستحقاق، أي علينا أن نبذل جهوداً حقيقية لكي تصبح فيه ومنه.
وهذا الكتاب ليس كل شيء، لكنه دليل تقني وثقافي وقرائي للوصول إلى لحظة تخطي العتبات، والقفز داخل هذا البيت. - أ. د. واسيني الأعرج - روائي وأكاديمي - جامعة السوربون / باريس
إن الدخول إلى عالم الكتابة الإبداعية الروائية يقتضي قدراً كبيراً من المهارة والصبر والتفاني، وهو يحتاج قبل الجلوس ومباشرة الكتابة إلى إنشاء مخطط يخضعه صاحبه لمواضعات جنسية، لها طبيعتها الخاصة على مستوى الشكل والموضوع والأسلوب، وأيما تفكير بكتابة الرواية يقتضي تعيينا قبلياً لعناصرها، مع الأخذ بعين الإعتبار أنها كما غيرها من الأجناس الأدبية، لها قواعدها التي يجب مراعاتها، وهنا لا بد من التنويه أننا لا نطرح قواعد الرواية بإعتبارها قواعد معيارية تميز الصواب من الخطأ، وتلزم الكاتب أن يعمل ضمن مواصفاتها الجاهزة، وإلا تكون قد طالبنا الأديب بالتنازل عن سمته الإبداعي، فالرواية شأنها شأن بقية الأجناس الأدبية ممارسة متغيرة، تتحقق بطريقة متميزة في إستخدام اللغة، وهي أي الرواية، على مدار تاريخها تعرضت قواعدها لإختراقات من نوع ما، لكن هذا لا يعني هدماً لما نراه وسيلة تحفظ لهذا الجنس هويته الخاصة به، ولا يلغي بأي حال إهتماماً بمعايير شبه ملزمة، حتى بوجود لعبة ذاتية حرة ترفع منّ شأن النص، فما نحن بصدده ليس جملة من القيود التي تمثل نقيضاً للحرية، وإنما نحن بصدد الإحالة إلى نظام، يمثل نقيضاً للفوضى، يسترشد به كل من يجد في نفسه موهبة كتابية تحتاج من يوجهها ويصقلها، ليخرج نصه الروائي بشكل سليم قادر على إمتاع القراء وإستقطابهم نحوه. إقرأ المزيد