شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل
(0)    
المرتبة: 198,348
تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: دار ابن كثير
نبذة نيل وفرات:صاحب هذا المصنَّف هو أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري الحنفي الملقّب بشهاب الدين، وعليه غلب هذا اللقلب، كما لُقّبَ بقاضي القضاة؛ نسبة إلى اشتغاله بالقضاء، حيث وُلِّيَ القضاء ببلاد (روم إيلي) في بلاد الروم، ثم قضاء سلانيك ثم أصبح قاضياً للعسكر بمصر.
وقد ذُكر صاحب معجم المؤلفين بأنه ...كُنِّيَ بـ "أبي العباس" وهناك خلاف بين المؤرخين في أصل نسبته (الخفاجيّ)، فقيل أنه نسبة إلى أبيه خفاجة، بينما يرى أصحاب كتب الأنساب أن خفاجة بطن من بطون بني عُقَيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَة من العدنانية.
وقد ذكر السويديّ في سبائكه أن من الخفاجيين طائفة ببلاد الحيرة من الديار المصرية، فإذا كان هذا صحيحاً، فالخفاجي منهم، وهذا يدعم ما قاله الخفاجيّ نفسه؛ حيث يقول مفتخراً بنسبته إلى العرب [فإني من العرب الأكرمين... وفي آخر الدهر ضاع الكرم].
وتجمع المصادر على أن ولادته كانت في سنة [977هـ / 1569] في مصر سرياقوس، وهي مسقط رأس والده، ولقد عُمِّد شهاب الدين طويلاً، وكانت حياته مليئة بالأحداث والعلم والتعليم، وكانت وفاته بالقاهرة سنة [1069هـ / 1659م] وصُلّيَ عليه بالجامع الأزهر.
كان والد الشهاب هو المصدر الأول الذي نهل منه، ثم يأتي بعد ذلك دور خاله، أبي بكر الشنواتي، حيث تتلمذ الشهاب على يديه في سنٍّ صغيرة، وفي أوائل فترة الشباب بدأت مرحلة جديدة وطور مهم من أطوار حياته وهو السفر والترحال الذي ولع به ولوعاً شديداً طلباً للعلم، وربما للمال أيضاً.
خلّف الخفاجي تراثاً شعرياً ضخماً ونثرياً أيضاً ولغوياً، من هذا الإرث كتابه "شفاء الغليل" فيما في كلام العرب من الدخيل الذي ذكره المحبّي في خلاصة الأثر (1/ 333) بعنوان "شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل والنادر الحوشيّ القليل"، وكذا في معجم المؤلفين.
ونظراً لأهميته فقد تم الإعتناء به، وصدر بهذه الطبعة واشتمل على ثلاثة مجلدات، وقد قامت هذه الطبعة على ركنين أساسيين وهما؛ الأول: دراسة الكتاب "شفاء الغليل"... للشهاب الخفاجي، والثاني: تحقيق الكتاب تحقيقاً علمياً.
ويشير المحقق بأن الدافع وراء اختياره لهذا الموضوع هو حبّه الشديد لتراث الأجداد العرب المسلمين، والغوص في بحوره لإخراج بعضه من الأصداف، أضف إلى ذلك حبّه الشديد لذلك النوع من المعاجم التي تهتم بتصوير الواقع اللغوي، ورصد الإنحرافات، وكشف اللثام عمّا يُظنّ أنه من سقطات العوام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الكتاب "شفاء الغليل" لم ينل ما يستحقه من الإعتناء إذ لم يحقق تحقيقاً علميّاً، كما تبين للمحقق من خلال تتبعه لطبعات الكتاب حيث سيبين ذلك في ثنايا تلك الدراسة، وبالتحديد في القسم الثاني (التحقيق) من البحث.
أما عن عملية التحقيق، يشير المحقق، بأنها المرة الأولى التي يُحقّقُ فيها الكتاب تحقيقاً علميّاً يعتمد على منهج الإستقصاء في تخريج الشواهد والمسائل، وفيما يخصّ القسم الأول (دراسة الجهود اللغوية، يذكر الباحث أن الكتاب ثريّ بالقضايا اللغوية، فقد استوعب كثيراً من آراء من سبقه من اللغويين، فكان لا بد من كشف جواهر ذلك الكتاب، أما منهجية في الدراسة، فقد اختار استخدام المنهج المقارن بحيث يعمد إلى ذكر رأي القدماء في القضية ثم رأي الخفاجي، لإمكان الكشف عن نقاط تفرّده وإضافاته، ذاكراً من ثم، موقف المحدّثين من هذه القضية، وكاشفاً عن مدى قربه (الخفاجي) منهم أو مخالفتهم لما ذهب إليه.
أما بالنسبة لقسم التحقيق، فقد صدّره بتمهيد، درس فيه الكتاب دراسة تاريخية فيلولوجية، ذاكراً عمله في التحقيق.
وأخيراً، فقد جاء هذا العمل في مجلدات ثلاث، كما أشرنا آنفاً - لضخامة حجمه الأول: يضم قسم الدراسة، والثاني: يضم الدراسة الفيلولوجية للكتاب محقّقاً من أول باب الهمزة حتى باب الشين، أما المجلد الثالث: فيحوي النصّ محقّقاً من باب الصَّاد حتى باب الياء، بالإضافة إلى خاتمة التحقيق والدراسة، وقائمة المصادر والمراجع، والفهارس الفنية. إقرأ المزيد